تلمسان - إعتبر المشاركون في الملتقى الدولي حول "الإسلام في مواجهة العنف" يوم الأربعاء بتلمسان أن ظاهرة "الإسلاموفوبيا" التي انتشرت في البلدان الغربية هي عبارة عن "صورة نمطية" إختلقتها "أوساط مغرضة للإساءة إلى الإسلام ولتلطيخ سمعته". وفي هذا الصدر يرى الباحث الجزائري الأستاذ مصطفى شريف في محاضرة بعنوان "الإسلام والمشروع الحضاري" أن الاسلاموفوبيا هي بمثابة "بعبع" لتخويف الرأي العام الغربي من الإسلام والمسلمين "قصد تحقيق أهداف عديدة" منها "الهيمنة". و أشار أن الإسلاموفوبيا مبنية على "الكراهية ونبذ الغير ورفض حق الاختلاف والتعددية" مضيفا أنها "ظهرت جلية على الساحة العالمية بعد انهيار جدار برلين وإن كانت لها جذور عميقة في التاريخ". وأوضح نفس المحاضر أن هذه الظاهرة "الخطيرة" التي أملتها "حسابات جيوإستراتيجية" وأفرزتها "أحداث مؤسفة تورط فيها متعصبون" استعملت في "إعادة توزيع الأدوار" في العالم و"خلق عدو جديد" تلصق به كل الأفعال الشريرة لتحويل اهتمام العامة عن المشاكل الاجتماعية". وأضاف أن "هذه الأطراف المغرضة قد استغلت ضعف المجتمعات الإسلامية". أما الأستاذ عبد الكريم ميشال باربو وهو باحث في الحضارة واللغة العربية بجامعة ستراسبورغ (فرنسا) فتطرق في مداخلته إلى أعمال اللوبي الصهيوني في محاولته لتشويه صورة الإسلام والمسلمين في العالم من أجل "اكتساب عطف الدول الغربية والدفاع عن كيان إسرائيل". ومن جهته إقترح الدكتور رفعت أحمد المدير العام لمركز يافا للدراسات و الأبحاث (مصر) في محاضرته "الاسلاموفوبيا: الصورة النمطية عن الإسلام" جملة من الآليات العملية لمقاومة الإسلاموفوبيا تتمثل أساسا في "العمل على تقديم الإسلام الوسطي" و"البعد عن التعصب المفرق" و"الاهتمام بالإعلام" و"الربط المستمر بين الدور الصهيوني وانتنشار هذه الظاهرة" مع تفعيل دور السفارات والمنظمات الثقافية الإسلامية بالعالم "لتصحيح صورة الإسلام لدى الغربيين". كما قدمت الصحفية أسماء بن قادة خلال أشغال هذا اليوم الثاني من الملتقى شريطا وثائقيا حول الأعمال الإرهابية والأحداث التي إنجرت عنها نار الفتنة وكراهية المسلمين ببعض بلدان العالم. وسيخصص اليوم الثالث والأخير من هذا الملتقى الدولي المنظم من طرف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في إطار تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011" لتقديم سلسلة من المحاضرات حول الإسلام وحوار الحضارات مع إبراز "الإسلام ودوره في تحقيق السلم العالمي" و"الحوار وأثره في مواجهة العنف".