اعتبر المشاركون في الملتقى الوطني حول موضوع ''ظاهرة الإسلاموفوبيا في واقع السياسة العالمية'' الذي اختتم مساء أول أمس بجامعة قالمة، أنه على المنظمات العربية والإسلامية مواصلة جهودها في مجال تفعيل الحوار بين الثقافات والأديان والاستفادة بالكفاءات الإسلامية الموجودة في البلدان الغربية· وفي هذا الإطار أكد أساتذة العلوم السياسية من عشر جامعات جزائرية بعد يومين من النقاش وعرض حوالي عشرين مداخلة في الموضوع؛ على ضرورة إنشاء هيئة إسلامية تتولى إنتاج برامج وتقارير إخبارية تتناول الصورة الحقيقية للإسلام ونقلها للشعوب الأخرى من خلال مختلف القنوات الفضائية وشبكة الانترنت· كما وجهوا الدعوة للإعلام الغربي لتأسيس نظام أخلاقي إعلامي دولي مبني على مبادئ القانون الدولي وملتزم بمقتضيات المواثيق الدولية· وحث المشاركون المثقفين والإعلاميين المقيمين بالدول الغربية على الانخراط في الحياة العامة والمشاركة في المناقشات المفتوحة للدفاع عن صورة الإسلام وتفعيل دور المستشارين الإعلاميين والثقافيين في سفارات الدول الإسلامية المعتمدة بالدول الغربية بما يمكنهم من المساهمة في تصحيح الصورة النمطية حول الإسلام والمسلمين· كما تضمنت التوصيات الختامية للملتقى دعوة مؤسسات المجتمع المدني في العالم الإسلامي إلى القيام بدورها في فتح قنوات حوار مع قادة الرأي والقيادات الفكرية والإعلامية في الدول الغربية، ورجال الأعمال المسلمين إلى استثمار جزء من أموالهم في الصناعة الإعلامية الغربية·من ناحية أخرى، شهد الملتقى في يومه الأخير تقديم العديد من المداخلات عالجت حاجة العالم اليوم إلى حوار فعال وبناء دعمها أصحابها بالكثير من الجداول الإحصائية للاعتقادات السائدة في الدول الغربية حول مفهوم الإسلام والمسلمين، وكذا نتائج عمليات سبر الآراء التي قامت بها قنوات تلفزيونية وشركات متخصصة في أوساط الأوروبيين حول الإسلام· وفي هذا السياق تطرق الأستاذ مشري مرسي من جامعة الشلف في مداخلته ''جدلية العلاقة بين الإسلاموفوبيا وحوار الحضارات''، إلى استغلال العديد من الجهات في الدول الغربية لتقدمها التكنولوجي في مجال وسائل الإعلام لنشر وتوظيف بعض السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها ''متشددون'' في الحركات الإسلامية في حملة دعائية ضد الدين الإسلامي؛ وهو التوظيف الذي أنعكس سلبا، حسبه؛ على العلاقات السلمية بين البلدان، مشيرا إلى مساهمة السلوكيات الخاطئة لبعض المسلمين في تشويه صورة دينهم الحنيف، على حد تعبيره·