اعتبر عدد من أبناء الجالية الجزائرية بالأردن يوم الاحد أن التصويت في المواعيد الانتخابية علاوة على كونه واجب وطني هو أيضا مناسبة يلتقي فيها أبناء الوطن الواحد لاستحضار عبق البلاد و تجديد الارتباط بالوطن الأم. وفي هذا الشان اعتبر حمزة باديس البالغ من العمر 62 سنة و المولود بمدينة القدس أن الجزائر بالنسبة اليه ليست مجرد أداء واجب انتخابي بل هي حب يسري في وجدانه ورثه عن أبيه المرحوم محمد الشاوي وعن أجداده الخمسين الذين سكنوا حي المغاربة بمدينة القدس. وتابع باديس المختص في إعداد تصاميم الصحف وتدريب الصحفيين انه لم ينقطع يوما عن الوطن وعن موطن أجداده بخنشلة حتى انه اختار زوجته من مدينة قسنطينة التي ينتسب لها من يحمل لقبه وهو رائد الحركة الاصلاحية في الجزائر الشيخ عبد الحميد بن باديس. وبشان الانتخابات التشريعية في الجزائر وعلاقتها بما يجري في العالم العربي قلل باديس من أهمية هذا الربط مبرزا أن الوضع في الجزائر "مختلف عن باقي الاقطار العربية لان الجزائر كما قال— "هي من صنعت الربيع العربي من خلال ثورة الفاتح من نوفمبر العظيمة". من جهتها قالت سكينة رجب عقب تصويتها وهي تطلق ابتسامة بعينين دامعتين تحمل كل معاني الحنين والحب للجزائر : "كلما رأيت العلم الجزائري اقشعر بدني وأحسست بفخر الانتماء الى هذا الوطن و تذكرت أهلي وأحبابي وجيراني". وتابعت سكينة التي تقضي سنتها ال15 بالأردن والتي كانت مصحوبة بابنتها أن أداء الواجب الانتخابي هو مناسبة أيضا للالتقاء بأبناء الجالية الاخرين من اجل تجاذب أطراف الحديث حول اخبار وآمال الوطن. أما مريم ابنتة سكينة مريم -التي لم تصل الى سن الانتخاب- فقالت بان الجزائر "بلد كبير ومتنوع طبيعيا وثقافيا" مبدية أملها في ان يكون الذين سينتخبهم الشعب الجزائري هذه المرة في مستوى المسؤولية وان تبقى الجزائر بسلام وأمان خاصة في مثل هذه الظروف التي يمر بها العالم العربي. و اضافت ان إشراك أبناء الجالية بالخارج في الانتخابات امر جميل كونه يقرب المسافات ويعزز الانتماء أكثر للوطن. اما فاطمة بكوش القاطنة بعمان منذ 4 سنوات وهي من مدينة وهران فقد اعربت عن املها في ان يتفتح المنتخبون على الشعب وعلى انشغالاته اكثر حتى يؤدوا الواجب الذي أوكل لهم. وتابعت ان "الجزائريين سواء الذين هم داخل الوطن او خ ارجه يحبون وطنهم ويتمنون ان يكون الاحسن بين الامم ولن يتاتى ذلك الا من خلال انتخاب اشخاص شرفاء ونزهاء يعملون اكثر مما يقولون". كما اعربت المتحدثة عن أملها في أن يكون الشباب الجزائري "أكثر وعيا بالمخاطر التي تحدق بالوطن" وان يتجنب الجميع "السلوك السلبي والأناني" عندما يتعلق الأمر بمستقبل الجزائر. كما أبدت بكوش التي كانت مصحوبة بابنها اسفها لعدم وجود فضاءات تلم الجالية الجزائرية باستثناء السفارة معتبرة ان ذلك من شانه ان يعمق روح الانتماء الى الوطن ويضمن التواصل مع ثقافة وتاريخ البلاد سيما بالنسبة للأجيال الصاعدة التي لا تعرف الجزائر الا من خلال التلفزيون. وأضافت في هذا الصدد ان الجزائر بحاجة الى تسويق صورتها في الخارج ثقافيا وحضاريا بالنظر إلى الإمكانيات التي تزخر بها مردفة ان نشاطات الجالية "وسيلة مهمة لتحقيق هذا الهدف". للإشارة فان الجالية الجزائرية بالأردن تتواجد أكثر بمدينة عمان إلى جانب المحافظات الشمالية على غرار المفرق. يذكر ان علاقة الجزائريين ببلاد الشام ( لبنان وفلسطين وسوريا والاردن) ضاربة في جذور التاريخ فقد تمت أولى الهجرات من اجل نصرة صلاح الدين الايوبي في حربه ضد الصليبيين خلال القرن ال12 ليستقر بعدها جزء كبير من الجزائريين بهذه البلاد ويساهم احفادهم في النهضة الثقافية والسياسية مع بداية القرن 19 إلى غاية القرن 20 خاصة أولئك الذين هاجروا مع الأمير عبد القادر والشيخ المقراني.