تناولت أشغال الطبعة السادسة للملتقى الوطني للقرآن الكريم يوم الثلاثاء بقالمة موضوع "واقع التعليم القرآني في الجزائر". وتم خلال هذا اللقاء الذي افتتح ليلة أمس الاثنين بحمام دباغ ويستمر إلى يوم الخميس وتنظمه جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية تقديم عدة محاضرات بالمركز الثقافي الإسلامي بعاصمة الولاية تركزت في مجملها حول "نشأة المدارس القرآنية في الجزائر" و"واقع التعليم القرآني إبان الحقبة الاستعمارية" و"الجهود المبذولة" للنهوض بالتعليم القرآني . وفي مداخلة بعنوان "واقع التعليم القرآني في الجزائر" تطرق الدكتور عماد بن عامر أستاذ بالمعهد الوطني لتكوين الإطارات الدينية بالعاصمة إلى الأسباب التي "أسهمت في إضعاف التعليم القرآني والعزوف عن حفظ كتاب الله" مشيرا إلى بعض الملاحظات الإيجابية في "تحسن الاهتمام الرسمي والشعبي بالقرآن" واصفا ذلك ب"البشائر". وثمن ذات المتدخل المحفزات المادية الهامة التي أصبح يحظى بها الفائزون في المسابقات الوطنية الكبرى للقرآن الكريم خلال السنوات الأخيرة إضافة إلى بعض المراسيم والقوانين الرسمية التي "تعلي من شأن حافظ القرآن" منها ترتيبه في مستوى دراسي يعادل الثالثة ثانوي في الامتحانات الخاصة بالالتحاق بمناصب العمل في الهيئات والمدارس الدينية. ومن جهته، أشار الدكتور محمد شرقي أستاذ التاريخ بجامعة قالمة في مداخلة بعنوان "التعليم القرآني إبان الحقبة الاستعمارية" إلى السياسة الاستعمارية "المجحفة" التي كانت تهدف إلى "منع الجزائريين من حفظ القرآن وتعليمه" ذاكرا في هذا الشأن بعض القوانين والإجراءات الفرنسية التي "ضيقت الخناق على الأئمة والمعلمين" ومنها نفي نحو 500 معلم قرآن إلى خارج الجزائر. وسيتم خلال هذا الملتقى المنظم تحت شعار "أهل القرآن أهل الله وخاصته" تقديم 12 محاضرة من قبل أساتذة ودكاترة من 10 ولايات تحتضنها مساجد بلديات حمام دباغ وقالمة ووادي الزناتي وهيليوبوليس إضافة إلى أنشطة جوارية أخرى للتحسيس بأهمية تعليم وحفظ القرآن.