حظي موهوبو مدرسة "الغرناطية" لمدينة ندرومة (تلمسان) مساء الاثنين بموجة تصفيقات طويلة بالمسرح الجهوي لقسنطينة إثر أداء متألق لنوبة من نمط "رمل مايا" تحول في تواصل جميل إلى اندماج بين القاعة و الركح ما قضى للحظات العرض على المسافات بين مدينة الجسور المعلقة و ندرومة البعيدة. و نجح بجاعي و ناصر غافور وهما على التوالي أخ و ابن أخ الشيخ محمد غافور وكذا كامل فرقة ندرومة حسب آراء مؤهلة في تحقيق تألف أصعب جمهور مع مقاطع موسيقية لطيفة معربة عن أناقة وحلاوة تعيد خلق ذلك الجو الحساس من ''العصر الذهبي " للأندلس الإسلامي. وأنجزت الفرقة تحت إشراف قائدها بجاعي غافور (65 سنة) و ابنه ناصر مسؤول هذه المجموعة الفنية أداء " بدون خطأ يذكر" في عزف " توشية رمل مايا" وهو مقطع موسيقي صرف متبوع ب" استخبار" " جدير بأكثر الأساتذة الموسيقيين المعاصرين جدارة. وبعد ذلك واصلت الفرقة الندرومية عرضها المبهر مع " مصدر رمل مايا" بعنوان " بتنا في الهناء " كما عزفت " درج " من نفس النمط يحمل عنوان " يا بدر البدور " قبل أن تربط ب" انصراف" مرفق بقطعة " قد جمعت معذبة قلبي " لتختتم بثلاث" مخلاص" بعناوين " لحب الشمس سيال " و " الله يهديك" و " نيران قلبي". ومن جهتها لم تكن فرقة " الثعالبية" لجمعية عبد الرحمن الثعالبي لمدينة الأخضرية (ولاية البويرة) أقل تألقا في بقية هذه السهرة المالوفية الجميلة المهداة إلى روح الشيخ عبد الكريم بسطانجي ( 1886-1940) و ذلك من خلال عزف نوبة من نوع مزموم في مدة تقارب 60 دقيقة تحت أنظار يقظة للجنة تحكيم المهرجان الوطني للمالوف. وأدت الفرقة التي يقودها يوسف بطاهر بعضوية 20 فنانا في البداية بشراف مزموم وكذا " انقلاب " دخلت للرياض" ثم مصدر " يا من سكن قلبي " و أيضا بطايحي عنوانه " أتاني رسول". و واصلت المجموعة عرضها ب" يا أهل الأندلس" في شكل استخبار ثم درج (حركة موسيقية) قبل أن تنهي مرورها البهي بركح المسرح الجهوي لقسنطينة بشكل بهيج عبر " انصراف" عنوانه " قم يسر لنا ".