احتضنت كاتدرائية السيدة الإفريقية بأعالي الجزائر العاصمة، مساء أول أمس، حفلا للموسيقى الأندلسية من أداء جمعية ”الجزيرة” التي أتحفت الأسماع بمقاطع من التراث زادتها روعة وتفردا الصمت الكنائسي الذي يطبع المكان. على أنغام درج زيدان ”اللوز فتح” و انصراف زيدان ”ياكامل المعاني” و”عطر الأنفاس” وخلاص زيدان ”اتق الله” و”سل همومك” وغيرها، استمتع الحضور بمقاطع شدت حواسهم على مدار ساعتين ونصف من الزمن أين خلا المكان من كل صوت عدا الألحان التي عزفتها أنامل الفرقة التي أبدعت في رسم لوحات فنية ترى بالعين والأذن. وكانت فاتحة الحفل بالعزف على آلة البيانو بمقاطع أبدعت فيها أنامل العازف نزيم سولامس لتؤدي الفرقة بعدها ”لاش يا عذاب القلوب” من بطايحي زيدان لتتوالى عقبها المقطوعات الأندلسية التي ملأت أرجاء الكاتدرائية على الرغم من عدم استخدام الكثير من الميكروفونات التي نابت عنها هندسة المكان التي تسمح بانتقال الصوت بنقاء. وحول المغزى من تنظيم هذا الحفل بالكاتدرائية، أوضح رئيس جمعية ”الجزيرة”، بهلول إبراهيم لواج أنها ليست المرة الأولى التي تحط بها الفرقة الرحال بالسيدة الإفريقية، بل سبق للفرقة وأن نظمت حفلا مماثلا سنة 2004. وأضاف أن هذا النوع من النشاطات ”أمر جد مألوف في أوروبا ونحن اليوم نجربه في الجزائر وسنرى بعدها إن كانت الفكرة ستروق للجمهور”. وتأسست فرقة ”الجزيرة” سنة 1993 حيث اختارت منذ البداية التركيز على المقاطع الأندلسية الكلاسيكية وإضفاء بعد عالمي على هذا التراث الموسيقي مع الحفاظ في نفس الوقت على خصوصياته وبهدف ترقية وتعميم هذا النوع من الموسيقى تجتهد الجمعية لإحداث الإنسجام بين صورته ”التقليدية والعصرية” التي تتميز بإدخال آلات جديدة كالبيانو والكمان الجهير. كما تعتبر ”الجزيرة” أيضا مدرسة تفتح أبوابها على مدار السنة أمام هواة هذا النوع من الموسيقى، يوضح السيد بهلول. وقد دأبت كاتدرائية السيدة الإفريقية منذ إعادة فتحها عقب الانتهاء من ترميمها في ديسمبر 2010 على احتضان عدة نشاطات ثقافية كمعرض للصور الفوتوغرافية حول القدس وحفل قيثار للموسيقى الإسبانية الكلاسيكية و غيرها.