طالب الرئيس الانتقالي المالي ديونكوندا تراوري المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ايكواس) بالتدخل عسكريا لتحرير شمال البلاد الذي وقع تحت سيطرة الجماعات الاسلامية منذ الانقلاب العسكري الذي وقع في 22 مارس الماضي. وقال جان فليكس باغانو ممثل فرنسا في منطقة الساحل بعد لقائه أمس الرئيس الايفواري الحسن واتارا في العاصمة أبيدجان ان هذا الاخير الذي يترأس حاليا (ايكواس) تلقى طلبا رسميا من نظيره المالي من أجل التدخل عسكريا لإعادة الاستقرار والتوازن الأمنيين إلى مالي واسترجاع منطقة الشمال التي وقعت في قبضة الجماعت الاسلامية المسلحة" مشيرا أن دول التجمع الاقليمي" بصدد دراسة هذا الطلب والنظر في كيفية تطبيقه على الميدان". كانت (ايكواس) أعلنت عن استعدادها لإرسال حوالي 3000 عسكري إلى شمال مالي لكن في إطار قرار أممي وبطلب رسمي من السلطات المالية. وفي هذا السياق قال جان إيف لودريان وزير الدفاع الفرنسي في مطلع أوت الماضي إن بلاده "ستساند أية عملية عسكرية تقوم بها القوات الإفريقية"مشيرا أن التدخل العسكري في شمال مالي أصبح أمرا "ضروريا". و من جهته صرح عبدو عبدو لاي سيديبي وهو نائب مدينة "غاو" أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "تأخرت كثيرا في حسم قرار التدخل العسكري مشيرا أن" هذا التأخر يساعد الإسلاميين على تعزيز قبضتهم أكثر على المنطقة وتوسيع انتشارهم فيها". وأضاف سيديبي ان "الوضع في شمال مالي تأزم أكثر فالجماعات لإسلامية باتت تملك أسلحة كثيرة فتاكة و لوتدخلت (ايكواس) في شهر أبريل الماضي لكنا انتهينا من مشكلة االجماعت الاسلامية في الشمال واسترجعنا ترابنا كاملا". و أعرب المسؤول المالي عن امله في أن تستيقظ الأسرة الدولية والدول المجاورة قبل فوات الأوان لان الجماعت الاسلامية يكمنها الوصول حتى إلى العاصمة باماكو إذا شعرت بعدم وجود أية قوة عسكرية في وجهها". و يذكر أن "غاو" و"تمبكتو" و"كيدال" الواقعة شمال مالي وقعت في قبضة الجماعات الإسلامية منذ قرابة ستة اشهر أشهر و أبرزها حركة "التوحيد والجهاد" في إفريقيا الغربية التي تدعمها "القاعدة في المغرب الاسلامي" فضلا عن مجموعات مسلحة أ خرى. وكان الانقلاب العسكري الذي قام به النقيب صانوغو ضد الرئيس المنتخب امادو توماني توري ادخل مالي في مشهد سياسي متازم استغلته الجماعات المسلحة على بسط سيطرتها على هذه المدن الشمالية وفرض تطبيق الشريعة الإسلامية فيها.