عاشت جيجل هذا العام صيفا طويلا ميزه التوافد غير المسبوق للمصطافين الذين قدموا من كل حدب و صوب حيث فضل عدد منهم تمديد فترة إقامته بهذه المنطقة خلال شهر رمضان. ومن المفارقات هذه السنة كذلك أن الدخول المدرسي لم يجبر المصطافين على مغادرة الكورنيش الجيجلي و ضواحيه الذي أصبح حتى في شهر سبتمبر الوجهة المفضلة لهم. والدليل على ذلك أن الأسبوع الأخير تميز بحضور مكثف للمصطافين عبر شواطيء على الرغم من أن السماء كانت مغيمة أحيانا ومشمسة أحيانا أخرى. و تجلى الإقبال الملحوظ على شواطئ المنطقة من خلال الحركة الكثيفة للمركبات التي تشير لوحات ترقيمها إلى أن أصحابها قادمين من ولايات عديدة مما أعطى الانطباع بأن موسم الاصطياف بالكورنيش الجيجلي قد لعب وقته الإضافي رغم انقضاء فصل الصيف. وتوحي هذه الملاحظة كذلك أن شاطئ "الزمرد" استعاد حيويته من خلال سياحة شعبية بدأت تتكرس بهذه المنطقة على الرغم من أن أماكن الإيواء و الإطعام كانت مكتظة و لم تتمكن من استيعاب أعداد المصطافين الذين توافدوا بكثرة. وتبقى أجواء النشاط تلاحظ بعديد شواطئ المنطقة حيث تظل المظلات الواقية من أشعة الشمس منتصبة .كما أن المصطافين لا يترددون في السباحة بمياه الشواطيء على الرغم من ارتفاع علو الأمواج أحيانا. فبوسط جيجل و تحديدا بالمكان المسمى ساحة السفينة "و ذلك لتعيين شباك الإخوة بربروس" يبقى هذا الفضاء ملتقى للمصطافين و السياح الذين يخللون فيه فترة تواجدهم بهذه المدينة من خلال التقاطهم صور فوطوغرافية و كذا مشاهد بالفيديو. ونفس المشهد يلاحظ بشاطئ المنار الكبير (رأس العافية) الذي يستقطب أعدادا غفيرة من المصطافين و هي الأجواء التي سادت كذلك الأيام الأولى لموسم الاصطياف و تكررت يوم السبت الذي شبق الدخول المدرسي. وتستقطب حظائر ركن المركبات على حواف الطريق الوطني أو بجوار الشاطيء عديد السيارات السياحية وذلك على غرار شواطئ كل من العوانة وبرج بليدة و تازة و زيامة منصورية غربا أو سيدي عبد العزيز شرقا حيث ظل يسجل حضور للمصطافين على الرغم من أن البلاد تعيش على وقع الدخول الاجتماعي. و وسط هذا الديكور الجميل اكتظ بيت الشباب لزيامة منصورية الساحلية حيث ظل يستقبل المتوافدين إليه بدون انقطاع .فهذه المنشأة التي تقع بين زرقة البحر و خضرة الجبل استقبلت عديد المصطافين خلال الصيف المنقضي، حسب ما أفاد به مديرها عبد الرحيم خلافي. و لعل ما زاد من توافد المصطافين عليها بغزارة التسعيرة التي تطبقها مقابل الإقامة بها و التي تقدر ب 250 دج لليلة الواحدة و هي في متناول الجميع. كما تتوفر هذه المؤسسة على كل شروط و وسائل الراحة من بينها مطعم و غرف للاستحمام و مقهى.