أقام أكثر من 7 ملايين مصطاف عبر شواطئ جيجل و منطقتها خلال موسم الاصطياف "المنقضي" بحلول شهر رمضان لكن دون أن يحيد عن القاعدة المتمثلة في استقطاب أعداد غفيرة منهم. فللعام الثالث على التوالي اعتاد سكان جيجل و المدن المجاورة لها المطلة على البحر على كراء شقق أو طوابق فيلات و ذلك طيلة موسم الاصطياف الذي يمثل فرصة سانحة لتحقيق دخل إضافي بالنسبة لهم. فهذه الشقق أو طوابق الفيلات عادة ما تحتوي على أثاث وتكون ملائمة بالنسبة للمصطافين القادمين من مناطق مختلفة للتمتع بالمناظر الخلابة للكورنيش الجيجلي. و يتم استئجار هذه الشقق أو أماكن الإيواء عن طريق الاتصال المباشر بين المعنيين سواء عارضي هذه الخدمة أو طالبيها أو من خلال آخرين يتوسطون بينهم. ففي الصيف يكاد يصبح الجميع "وكيلا عقاريا" بحيث يكفي توفر شقق للكراء ليتم ذلك عن طريق الهاتف النقال إلى جانب نشر إعلانات يقترح أصحابها هذه الخدمة على من يفضلون قضاء عطلتهم الصيفية بشواطئ الكورنيش الجيجلي وذلك داخل مقاهي أو على جدران تجهيزات عمومية. ومن بين الطرائف التي تلاحظ في هذا الشأن فإن بائع سجائر على قارعة الطريق أو بإحدى الساحات العمومية للمدينة يتحول في فصل الصيف إلى وسيط لكراء شقق للمصطافين وذلك بأسعار آخذة في الارتفاع خلال السنوات الأخيرة. و تتراوح الأسعار ما بين 3 آلاف و 6 آلاف دينار لليوم الواحد و ذلك حسب نوعية مكان الإيواء المقترح. وبالنظر لحرارة الجو المرتفعة التي ميزت موسم الاصطياف المنقضي أصبح اشتراط المكيفات الهوائية مطلوبا عند الحجز. وتعرض أسعار غالية كذلك مقابل الإقامة في فيلات تتوفر على كل شروط الراحة و قد تكون مطلة على البحر. وإذا كان من المبكر لأوانه إعطاء حصيلة حول موسم الاصطياف 2009 فيمكن القول أن شواطئ الكورنيش الجيجلي قد استقطبت هذا الصيف أعدادا غفيرة "غير مسبوقة" من المصطافين. وأدى ذلك إلى اختناق طرق جيجل جراء حركة كثيفة للمركبات والراجلين فيما أغلقت الفنادق الحجز نظرا لعدم قدرتها على استيعاب الأعداد الهائلة من المصطافين على غرار المطاعم المتواضعة ومحلات الأكلات السريعة. وعبر عديد الأحياء كان ينبعث دخان مطاعم تقدم اللحم المشوي مستعملة إشارات لإغراء الزبائن ممن يرغبون في تناول وجبة بعد قضاء يوم في الشاطئ. كما أن السطوح العمومية امتلأت بالطاولات و الكراسي و الصناديق المصنوعة من البلاستيك إلى درجة أن ذلك تسبب في إعاقة حركة الراجلين فالكل كان يجري وراء الكسب لأن الفرصة مواتية وفترتها قصيرة. و كانت شواطئ المنطقة من شرقها إلى غربها في الموعد مع هذا الصيف الاستثنائي إذ أن التوقعات المعلن عنها و التدابير المتخذة تجاوزتها الأحداث بالنظر إلى التهافت الكبير للمصطافين على البحر جراء الحرارة المرتفعة متسببة في انقطاع التيار الكهربائي و ذلك لساعات بمدينة جيجل و ضواحيها. ولوحظت كذلك سلاسل طويلة لسيارات وهي تعبر الشوارع الرئيسية و ذلك منذ الصباح إلى غاية المساء ما أدى إلى حدوث اختناقات في عديد المرات و توتر أعصاب السائقين. فشاطئ كتامة الحضري المعروف بشاطئ الكازينو بوسط جيجل وعلى غرار المواسم السابقة غص عن آخره بالمصطافين حيث تم نصب خيم صحراوية مرفقة بجمال لالتقاط صور على رمال الشاطئ ما أدى إلى زخم كبير ونشاط لا ينقطع حتى إلى ساعة متأخرة من الليل. ويذكر أنه قبل عشر سنوات كان مثل هذا المشهد منعدما بجيجل و ضواحيها بحيث كانت شواطئها تقريبا خاوية على عروشها ولم يكن يسمع سوى صوت أمواج البحر. لكن وبعودة الأمن و الهدوء إلى المنطقة استرجعت هذه الولاية الساحلية ذات المناظر الخلابة التي تمزج بين زرقة البحر و الغطاء النباتي الكثيف عافيتها لتبصح "قبلة" للمصطافين.