اعتبر وزير المجاهدين محمد الشريف عباس أن الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد الذي ووري بعد ظهر اليوم الاثنين التراب بمقبرة العالية يعد جزءا من تاريخ الأمة الجزائرية اذ "ساهم بما أوتي من عزم في صناعة حقبه من حياتها". وأردف وزير المجاهدين في الكلمة التأبينية التي ألقاها بمقبرة العاليا بعد أداء صلاة الجنازة على المرحوم "يجب أن نحتفي برجالنا و نحتفظ بما زخرت به حياتهم من أفعال و انجازات ومواقف كانت و سوف تظل وراء ما تعرفه حياتنا من ثراء و تنوع و تجدد ". و أضاف أن الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد "سيكون منارة يهتدي بها الخلف وهو يشق طريق مستقبله الواعد و يسعى لأن يضيف لحياته معاني أخرى جديدة". و عدد وزير المجاهدين في هذا الصدد خصال و مناقب الراحل الشاذلي بن جديد مؤكدا أنه "رجلا مخلصا وفيا صادقا و قامة محترمة سامقة من قامات الجزائر وأحد أبنائها البررة و رمز من رموز هذا الوطن وفقه الله كي يجمع بين الجهادين". كما عرج وزير المجاهدين على مرحلة الشباب للرئيس الراحل الذي قضى شبابه "فارسا من فرسان ثورة التحرير المجيدة معززا قوافل المتطوعين في صفوفها "و بهذا تمكن الراحل من" الجمع بين غمار الحرب و قيادة الرجال في جبهات القتال". و برهن الراحل يضيف وزير المجاهدين أنه من صنف أؤلائك الرجال الذين لم توهن لهم عزيمة و لم يحيدوا عن العمل من أجل الهدف الأسمى والقضية الأعلى وهي تحرير البلاد مهما كان الثمن و مهما طال الزمن". وأشار محمد الشريف عباس إلى أنه بالرغم من تحقيق الجزائر للنصر و الإستقلال "لم تنقطع صفحات حياته التي ظلت متواصلة بالنفس و التضحية من أجل الوطن". كما كان من" الرواد الذين أرسوا أسس الجيش الوطني الشعبي على قواعد انظباطية و مهنية ووظيفية جعلت من هذا الصرح الوطني مؤسسة كبيرة ثابثة ملتزمة بشعارها ومتشبعة بحب الوطن و متشبثة بوحدة الشعب و رسوخ ثوابته القيميه والحضارية المتسقة مع مبادئ أول نوفمبر المجيدة". و أكد وزير المجاهدين أن الشاذلي بن جديد " رجل كبير ساس البلاد بقلب صبور و بصدر رحب و تفاؤل منقطع النظيراستطاع خلال أكثر من عقد من الزمن أن يستوعب مشاق التحولات ". كما عمل —يضيف المتحدث—على "اعادة الإعتبار إلى رجال شاءت لهم ظروف و هم في ذمة الله أن يصابوا في مسيرة كفاحهم بهنات بسيطة يتعين تجاوزها لابراز ما قدموه للوطن من تضحيات ثابثة و أكيدة اذ كان يرى أن هؤلاء أكبر من أن ينالهم النسيان". و شدد وزير المجاهدين على ضرورة أن تعرف الأجيال الجديدة "الحقيقة كاملة عن السجل الحافل لهذا القائد ووطنيته واخلاصه" مؤكدا أنه كان من المدافعين الأقوياء عن نتائج ثورة التحرير وعلى ضرورة أن تمضي الامة في طريق تمتين مفاتيح هويتها و خصوصيتها الوطنية. و كان الراحل"أحرص ما يكون على ألا تضيع تضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للأرض و الوطن والكرامة و ألا تذهب دماؤهم هدرا و سط ضجيج الأيام و غفوة الليالي. و كان المرحوم يرى أيضا أنه "من حق الأجيال الجديدة أن تجد المثل في هذه الكوكبة من البشر الذين خلصوا الوطن من سرابيل الكآبة و البؤس واليأس وقادوه إلى نور الحياة و إلى آفاق الامل و المستقبل" . و ختم وزير المجاهدين كلمته بأن رحيل هذا الرجل الطيب ذو القلب العامر بالمحبة ليكون بجوار من واكب وصاحب أيام الكفاح و في سنوات البناء يرحل و سيبقى في صفحات التاريخ و في ضمار أبناء الجزائر واحد امن القادة الذين يتبوؤون أعلى مراتب التقدير والعرفان.