اعتبر وزير المجاهدين، محمد الشريف عباس، أن الجزائر فقدت في شخص الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد »رجلا مخلصا وقامة شامخة«، واصفا إياه ب »الرجل الطيب الكبير«، داعيا الأجيال إلى الاستلهام من مساره الحافل في خدمة الوطن بعد أن وضع الفقيد في خانة »المنارة التي يهتدي بها السلف وهو يشقّ طريقه«. أكد وزير المجاهدين محمد الشريف عباس في كلمة تأبين الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، أن اليوم الذي رحل فيه لا يختلف عن ذلك الذي ودّعت فيه الجزائر »بعيون دامعة وفؤاد مكلوم« الرئيس المجاهد أحمد بن بلة، واصفا ذلك ب »الموقف المشابه الجديد«، وذهب أبعد بقوله: »إنه يوم مشهود نودّع فيه رجلا كبيرا آخر من أبناء الجزائر المخلصين الذين كرّسوا حياتهم وجُهدهم لتحرير الوطن وخدمته«. ولفت الوزير في هذا السياق إلى أن رحيل الرئيس بن جديد تزامن واحتفال الجزائر بخمسينية الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية، مواصلا حديثه بنبرات امتزجت بعبارات الحزن: »إنها لحظات كئيبة تعتصر فيها قلوبنا ألما ويشتدّ بنا وجد الفراق لنودّع فيها رجلا مخلصا وقامة شامخة..«، مضيفا أيضا: »يفتقد الوطن اليوم أحد أبنائه البررة ويتوقف قلب كبير من أبناء هذا الوطن الذي اجتهد لتكون أيام المواطن من أحسن الأيام..«. وجاء في الكلمة التأبينية حديث محمد الشريف عباس في شخص الرئيس الراحل بأنه »رمز من رموز الوطن الذي قدّر الله له أن يجمع بين الجهادين«، وفي سياق الخوض في التضحيات التي قدّمها الفقيد تابع: »لقد قضى شبابه فارسا من فرسان الثورة المجيدة فعرفت القاعدة الشرقية ثوراته.. جمع بين الحرب وقيادة الرجال في الميدان.. ويوم تحقق النصر لم تنقطع صفحات حياته فكان من رجال البناء والتشييد وتبوّأ منصات القيادة فكان من الروّاد الذين أرسوا أسس الجيش الوطني الشعبي على قواعد انضباطية ومهنية.. جعلت من هذه المؤسسة حصنا منيعا«. كما لفت المتحدث إلى أن »الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد جزء من تاريخ الأمة الجزائرية ساهم في صناعة حقبة من حياتها. علينا أن نحتفل برجالنا ونحتفل بما زخرت حياتهم بمواقف وإنجازات..«، وذكر أن الراحل »سيكون منارة يهتدي بها السلف وهو يشقّ طريقه.. لقد ساهم بما أوتي من عزم في صناعة جزء من حقبتها التاريخية«. ووقوفا عند مسار الرجل أشار وزير المجاهدين إلى أنه »من واجبنا الإقرار أنه يوم آلت قيادة البلاد والأمة إلى هذا الرجل الكبير سيّرها بقلب صبور واستطاع أن يستوعب مشاق التحوّلات.. وأن يُعيد الاعتبار للرجال لأنه يرى أنهم أكبر من أن يطالهم النسيان نظير ما قدّموه من تضحيات..«، ليستطرد بعدها: »مسار الرئيس الشاذلي بن جديد دليل على حضوره وتشبّثه بمبادئه الوفية للثورة.. من حق الأجيال الجديدة معرفة الحقيقة الكاملة للسجل الحافل لهذا القائد الكبير«. وخلص محمد الشريف عباس إلى أن الرئيس الراحل »كان أحرص على ألا تضيع تضحيات الشهداء.. يرحل هذا الرجل الطيب ليكون بجوار من واكب وصاحب أيام الكفاح وسنوات البناء« في إشارة إلى من سبقوه إلى »مربع الشهداء« بمقبرة العالية من رؤساء سابقين وقيادات في ثورة التحرير وما قبلها، قبل أن يختتم كلمته قائلا: »رحل عنا لكن يبقى في صفحات التاريخ واحدا من القادة الذين يتبوّؤون مراكز التقدير والعرفان«.