استقطبت الدول النامية لأول مرة 50 بالمئة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال السداسي الأول من سنة 2012 في ظل تراجع الإستثمارات الأجنبية المباشرة في الولاياتالمتحدة و في الاتحاد الأوروبي حسبما أكدته أمس الثلاثاء ندوة الأممالمتحدة حول التجارة و التنمية. في دورتها ال10 حول توجهات الاستثمار على المستوى العالمي أوضحت هذه المنظمة الأممية أنه من أصل 668 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة المسجلة خلال السداسي الأول 2012 وجهت 336 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية إلى الدول النامية. إلا أنها أشارت إلى انخفاض الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنسبة 8 بالمئة خلال السداسي الأول للسنة الجارية مقابل 5 بالمئة في الدول النامية بينما سجل انعاش الاقتصاد العالمي عدة عراقيل خلال الفصل الثاني. و حسب الندوة الأممية فان "الانتعاش البطيء للاقتصاد العالمي و ضعف الطلب العالمي بالاضافة إلى الأخطار المرتفعة المرتبطة بتغيير سياسات التنظيم لا تزال تعزز سياسة الانتظار التي تنتهجها العديد من المؤسسات الأجنبية ازاء الاستثمارات في الخارج". و أضاف ذات المصدر أن "التوقعات على المدى الطويل للندوة الأممية حول التجارة و التنمية تعكس ارتفاعا معتدلا" دون استبعاد خطر وقوع صدمات اقتصادية كلية جديدة في 2013 قد يكون لها تأثير سلبي على الاستثمارات الأجنبية المباشرة. و يشير التقرير إلى أن الاستثمارات الأجنبية العالمية شهدت انخفاضا ب 61 مليار دولار خلال الستة أشهر الأولى للسنة لتبلغ 668 مليار دولار مقابل 729 مليار دولار خلال السداسي الأول 2011. و يفسر هذا التراجع انخفاض على التوالي ب 37 مليار دولار في الاستثمارات الأجنبية المباشرة بالولاياتالمتحدةالأمريكية و ب 23 مليار دولار من تدفق الاستثمارات الاجنبية نحو دول "البريك" (البرازيل و روسيا و الهند و الصين). و تعتبر الصين أول مستقبل للاستثمارات الأجنبية المباشرة بمبلغ 1ر59 مليار دولار (مقابل 9ر60 مليار دولار خلال السداسي الأول من سنة 2011) متبوعة بالولاياتالمتحدة ب4ر57 مليار دولار (مقابل 4ر94 مليار دولار) و هونكونغ (الصين) ب 8ر40 مليار دولار (مقابل 2ر55 مليار دولار). و من جهة أخرى سجلت الندوة الأممية أن ارتفاع تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة كان ممكنا بفعل "الانهيار الكبير" في تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة نحو الولاياتالمتحدة و "انخفاض معتدل" (8ر3- بالمائة) في التدفقات نحو الاتحاد الأوروبي الذي سجل استثمارات أجنبية مباشرة ب 9ر175 مليار دولار (مقابل 7ر182 مليار دولار). و لاحظ التقرير أنه "للمرة الأولى تمثل الاقتصاديات النامية لوحدها نصف المجموع العالمي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة مبرزا الفارق بين هذه الفئة من بلدان الاقتصاديات التي تسمى ب"الانتقالية" و اقتصاديات أوروبا الجنوبية الشرقية و مجتمع الدول المستقلة. و فيما يخص القارة الإفريقية شهدت الاستثمارات الأجنبية المباشرة ارتفاعا بنسبة 5 بالمائة خلال نفس الفترة حيث انتقلت إلى 1ر23 مليار دولار (مقابل 22 مليار دولار خلال السداسي الأول من سنة 2011). أما الاستثمارات الأجنبية التي استقبلت في آسيا فقد شهدت انخفاضا منتقلة إلى 197 مليار دولار (مقابل 7ر221 مليار دولار). و في تطرقه إلى توقعات سنة 2012 ترى ندوة الأممالمتحدة حول التجارة و التنمية انه بالنسبة لتوقعاتها المنجزة في جويلية الفارط ينتظر أن تبلغ التدفقات العالمية من الاستثمارات الأجنبية المباشرة نحو 1600 مليار دولار (مقابل 1524 مليار دولار سنة 2011).