شكلت سهرة أمس الأربعاء التي صادفت الليلة الخامسة من الطبعة السادسة للمهرجان الدولي للمالوف بقسنطينة و التي كانت متنوعة جدا للجمهور فرصة للسفر إلى لبنان وإعادة بعث رصيد مطربة بلاد الأرز الكبيرة فيروز عبر صوت المطربة اللبنانية "نينة". و سجلت المطربة نينة مرورها على ركح المسرح الجهوي لقسنطينة من خلال طلتها الأنيقة بفستانها بلون الياقوت البراق و أدائها كوكتيل من الموشحات "يا شادي الألحان" و "لوكان قلبي" و " يا مال الشام" و هي القطع التي سحرت الجمهور و غاصت من خلالها بالجمهور الحاضر في أجواء بلاد الشام. و لم تفوت المطربة نينة الفرصة لتقديم تكريم خاص لمواطنتها فيروز من خلال أدائها أغنية "نسم علينا الهوى" و كذا للمطربة الكبيرة الراحلة وردة الجزائرية من خلال أغنية "في يوم و ليلة". و الفنانة نينة عازفة بامتياز على آلة العود و تضع حاليا اللمسات الأخيرة لألبومها الأول "عايشين" الذي سيصدر مباشرة بعد عيد الأضحى و الذي تتغنى فيه بالسلام و تعيد فيه أداء أغاني من التراث اللبناني. و تواصلت السهرة بأوركسترا الجمعية القسنطينية للتراث الموسيقي التي يرأسها رابح خطاط وهي فرقة جديدة لا يتجاوز معدل أعمار أعضائها عشرين عاما والتي أدت بتمكن كبير نوبة "حسين" للعديد من الموشحات منها '' هل سقتني راح عيناك'' و'' من يسلم العشاق". و قد أدى الشاب أنيس بن شرفة أحد أعضاء الفرقة صاحب 16 ربيعا أغنية منفردة عبارة عن مديح تونسي قبل أن تتبعه الفرقة بأغنية حوزي "سيدي افعل ما يسرك". و للعلم فقد أنشئت هذه الجمعية منذ سنتين فقط و تعمل على ضم العديد من الشباب إلى صفوفها من أجل ديمومة و استمرارية الموسيقى الكلاسيكية للمالوف الذي يمثل هوية مدينة الصخر العتيق. وبالمناسبة قال خطاط الرئيس و المدير الفني للجمعية "من الضروري إثارة اهتمام الشباب و استمالتهم (...) إذ لا يمكننا تكرير نفس النوبة لسنوات و لكن يجب أن نتطور ونشعر الشباب المولع بالموسيقى بأن هناك أشياء جديدة يجب أن ننتجها". و منذ إنشائها شاركت هذه الجمعية التي تضم 9 شابات أيضا في مهرجان الحوزي بالبليدة في 2011 و في مهرجان الأغنية الأندلسية ببرج بوعريريج خلال العام الجاري و شاركت أيضا في مناسبتين في المهرجان الوطني للمالوف بقسنطينة و تحصلت في طبعة العام الجاري على المرتبة الثالثة.