أكد رئيس الجمعية الجزائرية للامراض الصدرية والسل الاستاذ سليم نافتي يوم الاثنين بالجزائر العاصمة أن 7ر3 بالمائة من الجزائريين البالغين 40 سنة وما فوق يعانون من انسداد القصبات الهوائية المزمن. وقدم الاستاذ نافتي خلال ندوة صحفية نشطها بمناسبة اليوم العالمي لانسداد القصبات الهوائية المزمن المصادف ل 17 نوفمبر نتائج دراسة جهوية (بريث) انجزتها مخابر كراكسو سميث كلاين الانجليزية بين سنتي 2010 و2011 بمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا (مينا). واشار نافتي الذي ساهم في اعداد هذه الدراسة كخبير ممثل للجزائر الى أن نسبة الاصابة انسداد القصبات الهوائية المزمن بمنطقة مينا بلغت 4 بالمائة وتدخل الجزائر ضمن هذا المعدل بنسبة 7ر3 بالمائة من الاصابة. واستهدفت الدراسة التي أشرف عليها خبراء في الامراض التنفسية ب 11 دولة بمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا عينة تضم أكثر من 60 ألف شخص من بينهم أكثر من 3 ألاف من الجزائر تبلغ أعمارهم 40 سنة فما فوق ردوا في البداية عن اسئلة الاستبيان ثم خضعوا الى معاينة طبية متخصصة. وتتمثل أعراض الاصابة بانسداد القصبات الهوائية المزمن في السعال المزمن والبصاق المتكرر بالاضافة الى المعاناة الشديدة عند القيام بأبسط جهد. وكشفت الدراسة أن 30 بالمائة من الاشخاص المصابين من فئة المدخنين (45 بالمائة رجال و13 بالمائة نساء) استهلك الثلثان منهم (2 /3) علبة سيجارة يوميا على الاقل ولمدة 10 سنوات . ورغم خضوع هؤلاء المرضى الى العلاج والتربية الصحية والمتابعة فان الدراسة أبرزت أن نسبة 10 بالمائة فقط منهم تلقوا العلاج المناسب و65 بالمائة واصلوا التدخين رغم تحسيسهم بخطورة المرض نصفهم حاول التخلي عن التدخين. وأكدت من جهتها الاستاذة سامية تاغيت مختصة في الامراض التنفسية بالمؤسسة الاستشفائية لامين دباغين بباب الواد (مايو سابقا) أن انسداد القصبات الهوائية مرضا غير معروف لدى عامة الناس وحتى لدى بعض الاطباء موضحة بأن هذا الداء "مكلف ومعيق لعائلة المريض والدولة". وركز المختصان على الجوانب الوقائية ولاسيما مكافحة التدخين المتسبب الرئيسي في هذا المرض الخطير بجانب عوامل بيئية أخرى مؤكدين على ضرورة وضع برنامج وطني للتكفل بهذا المرض حاثين على ادراج انسداد القصبات الهوائية المزمن ضمن الامراض المزمنة الاخرى والتكفل به من طرف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. ويذكر أن الجمعية الجزائرية للامراض الصدرية والسل أعدت دليلا خاصا بانسداد القصبات الهوائية المزمن في سنة 2011 وتم تحيينه خلال هذه السنة وستشرع الجمعية في تطبيقه خلال سنة 2013 . وركزت الجمعية في هذا الدليل على ضرورة تكوين الاطباء العامين والمختصين وكيفية التكفل بالمرض حسب المقاييس المعمول بها دوليا.