دعا المشاركون في يوم دراسي نظم يوم الخميس بمدينة جانت بولاية إيليزي حول "القصيدة الشعبية عبر التراث" إلى توثيق التراث الفني المتداول شفويا لحمايته من الإندثار. وأجمع أستاذة وباحثون مهتمون بالثقافة الشعبية الذين نشطوا هذا اللقاء في إطار فعاليات العيد السنوي "السبيبا" على "أهمية استغلال كل الوسائل التقنية المتطورة" في المجال السمعي البصري من قبل مختصين لتوثيق التراث الفني والموسيقي المتداول شفويا للمحافظة عليه وحمايته من الإندثار باعتباره جزءا من التراث اللامادي للمنطقة. كما اقترحوا ضمن التوصيات الختامية لهذا اللقاء "جرد كل الأنماط والأشكال و التعابير" ذات الصبغة التراثية و"حفظها في سجلات" توضع تحت تصرف الباحثين والمهتمين والسياح . وقدم الدكتور حسناوي منصف من جامعة البويرة في مداخلة له بعنوان "الثقافة الفنية و السبيبا" بعض المعلومات التي جمعها ويعكف على دراستها حاليا حول المضمون الإجتماعي والجمالي لتظاهرة " السبيبا" التي يصفها ب"ملحمة تاريخية" عبر فيها الإنسان التارقي عن "تاريخه وعلاقته الإجتماعية وآماله و تأملاته في الحياة". كما تطرقت الأستاذة بلحاج مليكة من جامعة تلمسان في مداخلة لها تحت عنوان " التراث الثقافي كرهان تنموي" إلى "مكانة التراث في الحياة اليومية " مشيرة أنه "ميراث الماضي الذي نتمتع به اليوم" وإلى "ننقله إلى الأجيال القادمة لأنه يشكل جذور الهوية الثقافية ويشمل الإبداع الفكري و الروحي و الموروث الشفوي"والذي "يتمظهر" في شكل منظومة من القيم والأعراف و من العادات و التقاليد. و للتذكير فإن مدينة جانت تتأهب لإحياء التظاهرة التقليدية السنوية عيد "السبيبا" بعد غد السبت حيث أعد برنامج إحتفالي متنوع وثري لإحياء هذه المناسبة التراثية . و يتضمن برنامج هذا العرس الثقافي الذي يتزامن مع المناسبة الدينية عيد "عاشوراء" والذي سيحمل شعار "سبيبا- ألحان- وأشعار" العديد من الفقرات الثقافية والفنية المتنوعة التي ستنشطها فرق فولكلورية محلية -كما أوضح المنظمون.