ترغب الجزائر التي تحي الذكرى ال50 لاستقلالها تثمين مناطقها الجبلية التي احتضنت حرب التحرير الوطني و تساهم اليوم بنسبة 18 بالمئة في الإنتاج الفلاحي للبلد. وتحيي الجزائر اليوم العالمي للجبل الذي حددته الأممالمتحدة بتاريخ 11 ديسمبر 2003 و المصادف للذكرى الخمسين للاستقلال تحت شعار " التنمية الريفية المستدامة بيئة و دور الجبل في حرب التحرير". وعليه تقرر تنظيم تظاهرات على المستوى الوطني من خلال محافظات الغابات ال48 و هذا بالتنسيق مع مديرية المجاهدين. و إضافة إلى معارض و أبواب مفتوحة حول الحظائر الوطنية و عقد ندوات و موائد مستديرة على مستوى المؤسسات التعليمية فان هذا اليوم سيتميز أيضا بعمليات غرس رمزية تخليدا لذكرى شهداء الثورة بمشاركة الحركة الجمعوية. و فضلا عن الدور التاريخي و الايكولوجي ساهمت الجبال بنسبة 18 بالمئة في الإنتاج الفلاحي للوطن خلال السنتين الماضيتين حسب وزارة الفلاحة و التنمية الريفية. وقدرت قيمة الإنتاج الفلاحي للجبلي بحوالي 400 مليار دج خلال الموسم 2011-2012 حسب المدير العام للغابات السيد محمد صغير نوال. وتضم المناطق الجبلية 453 بلدية يقطنها حوالي 7 ملايين شخص و 75ر1 مليون أسرة ريفية. كما أنها تختزن أهم ثروة غابية وطنية. وبهدف التأكيد على الأهمية التي توليها السلطات العمومية لتنمية هذه المناطق تريد وزارة الفلاحة من خلال هياكلها الجهوية " انتهاز فرصة هذا اليوم لتحسيس السكان أكثر بضرورة المحافظة على هذه الفضاءات ذات الوظائف المتعددة الايكولوجية منها و الاقتصادية و الاجتماعية". وللعلم، فان إجراءات موجهة لتطوير و المحافظة على المناطق الجبلية اتخذت في إطار سياسة التجديد الفلاحي التي تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية لسكان الريف و تقليص ظاهرة النزوح الريفي. وتقوم الإستراتيجية الجديدة التي تبنتها هذه السياسة لاسيما في مجال الحفاظ على الموارد الطبيعية على إدماج و إشراك العائلات الريفية في أعمال تنمية المناطق الريفية بصفة عامة و الجبلية بصفة خاصة. ويجري إشراك السكان الريفيين من خلال المشاريع الجوارية للتنمية الريفية المدمجة التي تم إعدادها بطلب من السكان على مستوى البلدية. و من أصل 12.148 مشروع جواري للتنمية الريفية المدمجة منذ سنة 2009 لصالح 2ر1 مليون عائلة تم إطلاق إلى يومنا هذا 5.650. و حسب إحصائيات المديرية العامة للغابات التي تشرف على برنامج التجديد الريفي مست هذه المشاريع 1390 بلدية و 831.000 عائلة. وسيتم تجسيد هذه المشاريع من خلال أربعة برامج : التهيئة المدمجة للأحواض المنحدرة و توسيع تسيير التراث الغابي و مكافحة التصحر و المحافظة على الأنظمة البيئية الطبيعية. وتخص النشاطات البارزة للمشاريع الجوارية للتنمية الريفية المدمجة إنشاء موجودات لصالح الأسر الريفية لاسيما البساتين و المستثمرات الصغيرة لتربية الحيوانات المطلوبة كثيرا من السكان الريفيين. وأوضح السيد نوال من جهة أخرى أنه سيتم إنشاء صندوق جديد قريبا لتمويل تركيب وحدات تحويل صغيرة و مستثمرات صغيرة لمساعدة السكان على الاستقرار في الأراضي. وحسب المنظمة العالمية للأغذية (فاو) تغطي الجبال نحو ربع المساحة البرية و تأوي 12 بالمائة من سكان العالم. و حسب الفاو تعتبر الغابات خزانات ماء العالم بمدها الماء العذب لنصف سكان العالم على الأقل. و بالتالي تلعب دورا هاما من خلال تأثير المناخ العالمية و الإقليمية و الظروف الجوية.