أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد أبوعبد الله غلام الله اليوم الثلاثاء بوهران على ضرورة "نفض الغبارعن الآثار التي تركها المعلمون الكبار في كتاباتهم عن النخب الدينية المشاركة في تحرير وحماية الوطن". وذكر الوزير خلال أشغال الملتقى الدولي الثالث حول "النخب الدينية وحماية الأوطان" أنه "يتعين إظهار وتقديم هذه الآثار مطبوعة للشباب لكي يتمكن من معرفة التاريخ الثقافي للجزائر التي كانت تزخر بثروة تاريخية وتواصل فكري وعلم وجهاد لرفض الاستعمار الفكري". وحث السيد غلام الله الشباب والجيل الصاعد على "استعادة هذه الذاكرة التي تجعل الناس تشعر بالتماسك والوحدة" مشيرا الى أن كثيرا من المؤلفين الذين سجلوا الأحداث التاريخية أمثال بن سحنون وأبي رأس الناصري "لم يبدأوا من فراغ" و"إنما كان هناك زاد ثقافي وحركة علمية وتبادل فكري عبر الوطن" . وأبرز الوزير بعد أن تطرق الى دورالملتقيات التى تنظمها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في التعريف بتراث والتاريخ الثقافي للجزائر أن "هذه الحركة العلمية تجعل الجزائريين يشعرون أن لهم تاريخ يحملهم المسؤولية ويجعلهم أن يكونوا حاضرين في التاريخ المعاصر مثلما كان القدماء حاضرون في التاريخ القديم". وتواصلت أشغال اليوم الأول من هذا الملتقى المنظم من قبل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بتقديم سلسلة من المحاضرات تركزت حول التطور التاريخي لمفهومي الرباط والثغور في بلاد المغرب العربي والأندلس وكذا الرباط والمقاومة بالجزائر وتعددية أدوار الرباطات في الغرب الإسلامي ورباطات وعلماء وهران في المصادر التاريخية. ويتركز هذا اللقاء المنظم طيلة يومين تحت شعار "خمسون عاما في خدمة الدين والوطن" بمناسبة إحياء خمسينية الإستقلال الجزائر وذكرى تحرير مدينة وهران من الإحتلال الاسباني على خمسة محاور تخص "الرباط والمقاومة: المفهوم والتاريخ" و"وهران والاستوغرافيا والتاريخ" و"فتح وهران في المخطوطات غير المحققة" و"المعرفة و التحرير في حواضر الجزائر" و"النخب الدينية والحركة الوطنية". ويعرف الملتقى مشاركة أساتذة من مختلف جامعات الوطن ومن المغرب وتونس ومصر.