أكد عبد الحميد خالدي أستاذ جامعي في التاريخ يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة أن مفاوضات ايفيان نجحت لكون الوفد الجزائري المفاوض تمسك بثلاث مبادئ" السيادة الوطنية والمحافظة على الوحدة الوطنية ووحدة الارض". و أوضح خالدي في محاضرة ألقاها بالمركز الثقافي الإسلامي بعنوان "مفاوضات ايفيان الوجه الآخر لانتصار الثورة الجزائرية" أنه بفضل تمسك الوفد المفاوض الجزائري بهذه المبادئ الثلاث لم تستطع أن تزحزح المفاوض الجزائري مشيرا الى أن ارهاصاتها الأولى بدأت خلال سنة 1956 "لجس النبض" و قادها الزعيمين عبان رمضان و بن يوسف بن خدة فيما كان الطرف الفرنسي ممثلا في اندري مندوس. وأفاد المحاضر أن الوصول الى طاولة المفاوضات لم يكن سهلا و لا سريعا مؤكدا أن تأخر تاريخ استرجاع السيادة الوطنية الى سنتين كان بسبب تمسك الحكومة المؤقتة بعدم التخلي عن الصحراء. ومن جهة أخرى أبرز خالدي أن مفاوضات ايفيان جاءت تتويجا للإنتصار العسكري للثورة الجزائرية و دليل على قوتها و وحدة الشعب الجزائري معتبرا أنها كانت "شاقة و صعبة " نظرا لموقف المستعمر الفرنسي من جهة و تمسك المفاوض الجزائري بوحدة الأرض و عدم التخلي عن الصحراء. كما قال أن الوجه الاخر لمفاوضات ايفيان هو الوجه المشرف لتضحيات مليون و نصف مليون من الشهداء وتدويل القضية الجزائرية في المحافل الدولية والذي يعد— كما قال— " انتصارا للسياسة و الدبلوماسية الجزائرية" بالإضافة الى اعطاء المفاوضات الأبعاد الحضارية للدولة الجزائرية. وخلص المحاضر بالقول أنه بفضل تمسك الوفد الجزائري بموقفه الرافض لكل اقتراح يحد من السيادة الوطنية ويرهن مصير الاستقلال الذي انتزع بفضل تضحيات الشعب الجزائري تم التوقيع على الاتفاقية يوم 18 مارس 1962 ليتم وقف القتال في اليوم الموالي من طرف الجانبين.