دعت حكومة جمهورية افريقيا الوسطى تحالف المتمرين الذين يقتربون من العاصمة بانجي الى مفاوضات لايجاد حل سلمي للازمة التي تثير اسقاطاتها الانسانية انشغالا بالغا لدى الاممالمتحدة. و دعا الوزير الاول لافريقيا الوسطى نيكولا تينغاي المتمردين الى الخوض في محادثات مع حكومة الوحدة الوطنية لايجاد حل سلمي و حقن الدماء مشددا على عزيمة الحكومة لوضع حدا لازمة مجددا تمسك الحكومة و كذا المجتمع الدولي باتفاق سلام ليبرفيل الموقع عليه يوم 11 جانفي الماضي بين السلطة و المعارضة المسلحة. و جاءت هذه التصريحات في الوقت الذي يواصل تحالف متمردي "سيليكا" زحفه نحو العاصمة بانغي بعد شنه امس الجمعة هجوما على مدينة "بوسانجوا" الواقعة في النصف الشمالي للبلاد عقب الهجوم على قرى "بوكا" و"باتانجافو" فيما اكد الجيش تمكنه من إيقاف تقدم المتمردين نحو العاصمة "بانجى". و في الوقت الذي تتحدث فيه تقارير اخبارية عن مواصلة التحالف المتمرد هجاماته على القرى المؤدية الى العاصمة بانجي اكد مصدر عسكري اليوم السبت تمكن الجيش من ايقاف تقدم المتمردين الى العاصمة. يشار أن تحالف "سيليكا" الذي وقع اتفاق سلام مع الحكومة في أفريقيا الوسطى كان قد أعطى بالأمس إنذارا لمدة 72 ساعة إلى السلطات لاحترام كافة المطالب القديمة والجديدة وأعلن التحالف أنهم سيعاودون حمل السلاح من جديد. يذكر أن طلبات المتمردين تشمل إطلاق سراح السجناء السياسيين ورحيل القوات الجنوب أفريقية من الأراضي المحلية. و على خلفية هذه التطورات اعتبر محللون سياسيون ان الاوضاع في افريقيا الوسطى يزداد تازما باعتبار ان فصائل متمردي سيليكا قاموا في 11 مارس الجاري بالهجوم على مدينة "بنجاسو" والتي تعد واحدة من المدن الرئيسية في جنوب البلاد وذلك عقب الهجوم على مدينة "سيدو" الواقعة بالشمال في نهاية شهر فيفري الماضي. مجلس الامن و الاتحاد الافريقي يعربان عن قلقهما ازاء الوضع في افريقيا الوسطى و فيما تشهد افريقيا الوسطى هذا البلد الغني بالمعادن اوضاع امنية خطيرة اعرب مجلس الامن الدولي عن قلقه الشديد و ادان هجمات ائتلاف المتمردين المعروف باسم سيليكا في جنوب شرق البلاد و تهديدات الميليشيات و الحركات المرتبطة به ضد المدنيين و دعا كل الاطراف بما فيهم وسائل الاعلام الى التوقف عن التحريض ضد العنف. و عن الوضع الانساني في المنطقة عبر مجلس الامن عن قلقه البالغ بما في ذلك خطر حدوث ازمة غذائية و التقارير عن اعتقالات غير قانونية و استهداف الاقليات العرقية مناشدا كل الاطراف الى المساهمة في استثباب الامن و تسليم المساعدات الانسانية. من جهتها اعربت رئيسة الإتحاد الإفريقي انكوسازانا دلاميني زوما عن قلقها البالغ إزاء عودة ظهور الصراع المسلح في افريقيا الوسطي بما يقوض التقدم الذي تحقق في العملية السياسية عقب توقيع اتفاقات ليبرفيل مشددة على رفض الاتحاد الافريقي لأي محاولات للسيطرة على السلطة في البلاد بطرق غير دستورية وخاصة اللجوء الى العصيان المسلح للدفع بمطالب سياسية. وحثت قيادة تحالف "سيليكا" المتمرد في البلاد على وقف جميع الهجمات الجارية والمشاركة في العملية السياسية بهدف التوصل الى تسوية بالتفاوض في اطار اتفاقيات ليبرفيل. تدهور الوضع الانساني في افريقيا الوسطى ادى سقوط عدة مدن في شمال افريقيا الوسطى في ايدي الجماعات المسلحة الى فرار الالاف من الاشخاص خوفا من تجدد القتال,ويقول جورجيوس جيورغانتاس رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بانغي "الوضع في غاية التعقيد نظرا لعدد الأطراف المعنية بهذا الأمر وتحركات السكان التي حدثت بسبب القتال والخوف من تجدد أعمال العنف". و على الرغم من صعوبة مد يد المساعدة للمتضررين جراء الازمة التي تشهدها البلاد اكد جيورغانتاس على ان فرق بعثة لجنة الصليب الاحمر تعمل على قدم وساق لتقديم المساعدة للأشخاص المتضررين من أعمال العنف ولا سيما لأولئك الذين نزحوا عن ديارهم أو أصيبوا أثناء القتال". من جهتها قالت منظمة اليونسيف ان لديها معلومات بان ما يقدر بنحو 2500 طفل انضموا لجماعات مسلحة مختلفة في جمهورية افريقيا الوسطى فبل اندلاع الصراع في ديسمبر الماضي موضحة ان عدد الاطفال الذين تم تجنيدهم ارتفع مشيرة الى انه من الصعب جدا تحديد العدد الفعلي نظرا لارتفاع وتيرة الصراع. و اكدت اليونيسف ان الصراع الدائر في هذا البلد الافريقي قد اثر على اكثر من 300 الف طفل بسبب اعمال التجنيد و الانفصال عن الاسرة و العنف و التهجير القسري و التي ادت الى حرمانهم من التعليم و الخدمات الصحية. وجعلت الاشتباكات الدائرة منذ ديسمبر الماضي وصول المساعدات الإنسانية صعبا إلى نحو 5300 لاجئ وأكثر من 175 ألف نازح و ان "معظم النازحين الذين التقتهم المفوضية خلال الشهرين الماضيين يعيشون في مناخ من الخوف وانعدام الأمن". لجأ حوالي 29 ألف شخص لجؤوا إلى الكونغو الديمقراطية المجاورة بينما عبر 5 آلاف شخص آخرين الحدود إلى تشاد هربا من العنف الدائر في البلاد.