كانت اليوم السبت دار الثقافة بمدينة تيزي وزو على موعد مع إحياء الذكرى ال56 لاستشهاد العقيد علي ملاح (1924 -1957) المدعو سي شريف بحضور عائلته و السلطات المحلية و المدعوين من الولايات التاريخية الثالثة والرابعة والسادسة. وقد لد الشهيد بقرية مكيرة بدائرة تيزي غنيف (جنوب غرب تيزي وزو) في 14 فيفري 1924 . وانضم في سن مبكرة إلى حزب الشعب الجزائري ثم الى حركة انتصار الحريات الديمقراطية والمنظمة السرية كعنصر بارز و لم يتعد عمره آنذاك 21 سنة. وخاض الشهيد نضالا سياسيا قبل اندلاع ثورة نوفمبر وخلال سنواتها الأولى تحت إشراف المرحوم كريم بلقاسم الذي عينه قبل أول نوفمبر 1954 مسؤولا عن النشاط الوطني الثوري على مستوى قرى منطقتي تيقزيرت وعزازقة. وكان الشهدي علي ملاح يشتغل معلما وإماما حيث ورث عن أبيه الشهيد الإمام الشيخ أحمد الخصال الحميدة وحب الوطن. و تفيد الشهادات المقدمة حول شخصية الشهيد إلى مشاركة البطل في 29 أكتوبر 1954 في اجتماع ببلدة واقنون لتحضير أفواج المجاهدين المكلفين بتنفيذ العمليات الثورية الأولى لغرة نوفمبر 1954 بمدينة تيقزيرت على محافظ شرطة ودرك الاستعمار الفرنسي وبلديته ليرأس هو بنفسه الفوج الذي هاجم بلدية عزازقة ليلة أول نوفمبر المباركة وكذا قيامه في 4 نوفمبر من العام الموالي بهجوم رفقة عدد من المجاهدين على مركز عسكري استعماري بتيزي جمعة بالقرب من مدينة عين الحمام. وعرفانا بالمكاسب العسكرية والسياسية التي حققها الشهيد انتقي ووجه في أواخر سنة 1955 نحو المنطقة الرابعة بالولاية الرابعة التاريخية لدعم لهيب الثورة. و في نهاية مشواره رقي مسؤولا للمنطقة السادسة (ولايات جنوب البلاد الممتدة من بسكرة إلى غاية ولاية الساورة بشار وأدرار حاليا) ليقوم بإرساء دعائم الكفاح المسلح بهذه المنطقة الصحراوية ذات التضاريس المكشوفة والمناخ الصعب. وقام بهذه المنطقة بتنظيمها وتوجيه مجاهديها ومسبليها سياسيا وعسكريا. وقد استشهد البطل في 31 مارس 1957 رفقة كاتبه ومجموعة من زملائه بدائرة عين بوسيف (المدية) حسب ما أورده بالمناسبة نجل الشهيد أعمر.