أحيت، أمس، جمعية «مشعل الشهيد»، بالتنسيق مع قسمة المجاهدين لبلدية الجزائر الوسطى الذكرى ال55 لاستشهاد البطل رمز النضال الثوري المستميت العقيد علي ملاح المدعو ''سي الشريف'' القائد الأول للولاية السادسة التاريخية بتاريخ 31 مارس 1957، حيث نظمت وقفة ترحم بمقبرة العالية بحضور مجاهدين وابن الشهيد اعمر ملاح، حيث وضع إكليل الورود وتم الثناء على تضحيات البطل، الذي كان صارما وصامدا في كفاحه الثوري ضد الغزاة الفرنسيين. استرجع ابن الشهيد علي ملاح، قائد الولاية التاريخية السادسة، والمدعو اعمر ملاح والبالغ من العمر 64 سنة شريط ذكريات ينبض بتضحية والده الذي كما قال قبل التحاقه بصفوف جيش التحرير كان إماما ومدرسا وثوريا بارزا، ولم يخف أنه بدأ في بيع السلاح في سنة 1942، بعد أن تمرّد على فرنسا، حيث رفض التجند الإجباري في صفوفها، وفضل البقاء في صفوف الزوايا وفي نفس الوقت يحضر الأسلحة ويبيعها ويشترط لكل من يشتريها من الجزائريين إن رغب في إعادة بيعا أن يشتريها منه، وذكر أنه كان يبيعها إلى ديدوش مراد والذي كان جار خاله وكذا إلى الشهيد، ولم يخف أن أباه الشهيد علي ملاح كان يخفي الأسلحة في صفائح الغاز . وأكد ابن الشهيد علي ملاح، أن والده كافح فرنسا في الولاية الرابعة مع المجاهد اعمر أوعمران وفي مؤتمر الصومام عين قائدا للولاية السادسة. وبعد أن تحدث ابن الشهيد عن حادثة مقتل والده رميا بالرصاص وحسب شهادته، فإنه أطلق عليه ما لا يقل عن 200 رصاصة ثقبت جسده، اعترف أنه لم يلتق بوالده الشهيد سوى أربع مرات وحضوره كان ضيقا، وأضاف يقول في سياق متصل أنه آخر مرة التقاه فيها كان عائدا من مؤتمر الصومام، واستيقظ صباحا على بكاء ودموع والده وأخبره بما أخطرته به والدته حتى لا يذهب إلى الصحراء كي لا تلسعه العقارب، وعندها سأله كم قتلت من خبيث؟ فأجاب الشهيد علي ملاح: «لا تخف على والدك ثأري أخذته بيدي، وقتلت الكثير من الخبثاء»، وأشار ابن الشهيد إلى طمأنة أبيه له عندما قال له: «لقد تركت لك الكثير من الرجال الثوار إلى جانبك..» وحملت شهادة ابن الشهيد علي ملاح تمكن والده من صنع أربعة قنابل فجرت في كل من عززقا وتقزيرت . وخلص ابن الشهيد على الدعوة بالبحث في تاريخ والده الثوري ووصفه بالمدرسة، لأن من ناضل إلى جنبه لم يبق منهم الكثير. يذكر أن الشهيد البطل علي ملاح، المولود بذراع الميزان سنة 1924، لقن تربية دينية، حيث حفظ القرآن ومبادئ اللغة العربية على يد والده الغمام، حيث أثر في تربيته بشكل محسوس، ولم يتأخر في شحنه بحب الوطن والمحافظة على القيم والأخلاق الإسلامية. ويشهد له أنه انخرط منذ شبابه في الحركة الوطنية أي في صفوف حركة انتصار الحريات الديمقراطية، وسجن بعد الحرب العالمية الثانية ولما أطلق سراحه بدأ حياة السرية منذ عن طريق تنظيم الخلايا الثورية السرية في القرى والمداشر. وعند اندلاع الثورة التحريرية كان من السباقين في قيادة العمليات العسكرية وبعد مؤتمر الصومام رقي إلى رتبة عقيد وكلف بقيادة الولاية السادسة ولقب بالعقيد (سي الشريف) وسقط شهيدا سنة 1957 قرب مدينة قصر البخاري.