ذكر الخبراء المشاركون يوم الثلاثاء بسوق أهراس في أشغال الملتقى الدولي حول فاكهة التين الشوكي (الصبار) أن هذه الفاكهة يمكن أن تساهم في الارتقاء باقتصاديات المناطق الجافة وشبه الجافة من خلال الاستعمالات المختلفة التي توفرها. وأشار المتدخلون في أشغال هذا الملتقى الذي تحتضنه قاعة المحاضرات "ميلود طاهري" لمدة يومين تحت شعار "التين الشوكي وسيلة فعالة للتنمية المستدامة" بحضور مسؤول المحافظة السامية لتطوير السهوب وسلطات الولاية وعدد من الخبراء ومختصين في هذه الفاكهة إلى الأهمية التي يكتسبها الصبار. وأوضح مسؤول المحافظة السامية لتطوير السهوب السيد صلاح الدين قليل أن البرامج المسطرة من طرف الوزارة الوصية سمحت بولاية سوق أهراس من تكيف زراعة التين الشوكي التي قفزت من 1000 هكتار إلى 7 آلاف هكتار مشيرا أن مساحة زراعة التين الشوكي على المستوى الوطني بلغت 400 ألف هكتار مما سمح باستحداث سوق للجملة للتين الشوكي بالونزة (تبسة). ذكر أنه أصبح من الضروري في ظل التطورات العلمية استغلال هذه النبتة في الصناعات التحويلية واستخراج زيوتها التي تتراوح أسعارها بين 350 و500 أورو للتر الواحد أي ما يعادل 35 ألف دج فضلا عن استغلالها كعصير أو كأعلاف لتغذية الأنعام. وأضاف من جهة أخرى أن الجزائر اعتمدت سياسة للتجديد الفلاحي والريفي لتعزيز الأمن الغذائي وهي السياسة المتمثلة في انطلاق برامج التكثيف وخلق مناخ جذب عن طريق التحديث والدعم المالي إلى جانب دعم برامج التنمية الريفية المندمجة وتحديد المناطق وأنه لتجسيد هذه السياسة خصصت الدولة برسم الخماسي الحالي 1000 مليار دج من النفقات العمومية لتحقيق الأمن الغذائي. وتواصلت أشغال الملتقى اليوم بمتابعة مداخلة للسيد عبد الرحمان آيت حمو وهو أستاذ جامعي من المغرب تطرق فيها إلى تجربة التعاونيات المغربية في هذا المجال وإلى عملية تحويل التين الشوكي (الصبار) في الصناعات الغذائية الى مربى وعصير وحتى إلى دقيق لإعداد الخبز مبرزا أهمية هذه النبتة كمادة أولية في تغذية الإنسان والحيوان "لما تتوفر عليه من مكونات بروتينية وسكرية ودهون وخاصة فيتامين 'س' ". ودعا ذات المتدخل إلى ضرورة "إقحام المرأة الريفية في تعاونيات لضمان تأطير تقني لنقل تكنولوجيات الصناعات الغذائية وصناعة مواد التجميل وصيدلانية وتربية النحل خاصة وأن التين الشوكي (الصبار) شجرة تزهر لمدة شهرين مما يساعد في إنتاج عسل ذي جودة عالية. أما الأستاذ جوسيس فيانتس رودريغاز من المكسيك فأبرز أهمية هذه المادة في تغذية الأنعام مقدما تجربة بعض الدول المتطورة في هذا المجال وخاصة المكسيك والأرجنتين والمغرب وتونس فيما ركز جيديث أوشوا من الأرجنتين على أهمية استحداث جمعيات وتعاونيات محلية قصد تطوير هذه الزراعة. وستتواصل أشغال هذا الملتقى الدولي الذي ينشطه خبراء من 10 دول إلى جانب الخبراء الجزائريين غدا الأربعاء بتقديم بقية المداخلات التي ستتركز أساسا حول تجارب هذه الدول في هذا المجال وأهمية الاستثمار وتثمين التين الشوكي.