في إطار تجسيد وتطوير سياسة التجديد الريفي التي انتهجتها الجزائر خلال السنوات الماضية سطرت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية برنامجا لإنتاج الأعلاف الخضراء في عدد من الولايات التي تملك مساحات صالحة للزراعة ويسمح بمضاعفة إنتاج مادة الحليب ويساهم في تخفيض الأموال المخصصة لاستيراد مسحوق الحليب وكذا لتنظيم الأمن الغذائي. ويعتمد المشروع على إنتاج وتطوير زراعة الأعلاف الخضراء التي تحتوي على قيمة غذائية كاملة كعلف ''الفصة''، وفي هذا الإطار أكد المحافظ السامي لتطوير السهوب ل '' الحوار'' أن المشروع سينطلق كمرحلة أولى مع بداية الموسم القادم في ولايتي الجلفةوالأغواط على أن يتم تعميمه في باقي ولايات الوطن. وحول هذا نظمت المحافظة السامية لتطوير السهوب أول أمس بالجلفة يوما دراسيا حول إنتاج الأعلاف الخضراء منها علف ''الفصة '' يهدف أساسا إلى زيادة إنتاج كميات الحليب وكذا توفير العلف للموالين وخلق وحدات تحويلية، بالإضافة إلى إنشاء فرص عمل للبطالين وتم خلاله الاتفاق على الشروع في زراعة ما يقارب 380 هكتار من علف ''الفصة'' خلال الموسم المقبل في كل من ولايتي الجلفةوالأغواط كخطوة أولى على أن يتم تعميم العملية في باقي الولايات، كما تم خلال النقاش الذي دار بين الفلاحين وديوان تغذية الأنعام الاتفاق على دراسة البند الخاص بالسعر وكذا شروط حيازة الملكية للأرض، وكان السعر المقترح من طرف الديوان 200 دج ''للبوطة''، فيما يتراوح سعر ''البوطة '' في السوق بين 380 إلى 450 دج وفي هذا الشأن أوضح مدير ديوان مؤسسة تغذية الأنعام بالجلفة السيد ''معزيوة رشيد'' أن المؤسسة مستعدة لشراء كل ما يتم عرضه من علف ''الفصة'' من قبل الفلاحين، وأضاف أن نبتة ''الفصة'' تسمح بمضاعفة إنتاج الأبقار للحليب من 3 إلى 4 مرات مقارنة بباقي الأعلاف، حيث إذا افترضنا أن البقرة تنتج 25 لترا من الحليب في اليوم فإنها بعد تناولها لعلف ''الفصة '' يمكنها إنتاج من 75 إلى 100 لتر من الحليب في اليوم. وأوضح المحافظ قليل صلاح الدين أن المحافظة سوف تقوم بمتابعة العملية وتوفير الدعم للفلاحين، وأضاف أن علف ''الفصة'' نبات يحتوي على قيمة غذائية متكاملة وهو نبات معمر بقولي من أجود الأعلاف للأبقار والأغنام وهو نبات مثبت ''للأزوت'' في التربة وسماد عضوي ومعمر في الأرض من 5 إلى 7 سنوات، بالاضافة إلى سهولة التحكم في هذا النبات وما ينجم عنه من جودة ونوعية في اللحوم ومتواجد في ولايتي الأغواط منذ 1948 وتبلغ المساحة المزروعة بهذه النبتة 120 هكتار في ولاية الأغواط و 35 هكتارا في الجلفة، يذكر أن اليوم الدراسي شهد توافد عدد من الفلاحين والمنتجين أكدوا على تقاسم التجربة فيما بينهم وبين باقي الفلاحين وعلى الثقة المتبادلة بينهم وبين المحافظة.