أحيا سكان بلدية برج عمر إدريس بولاية إليزي هذا الأربعاء وعدة الولي الصالح سيدي موسى بوقبرين في أجواء روحانية و تضامنية تبرز بعمق روح التكافل و التآزر بين أبناء المجتمع. ويستعد سكان المنطقة بالمنطقة المسماة "زاوية سيدي موسى" الواقعة على مسافة 7 كلم عن مقر البلدية الأم للاحتفال بهذه التظاهرة اسبوعا قبل موعد الوعدة، حيث يهب الرجال في جو تضامني إلى جمع الأموال لإقتناء مختلف المواد الغذائية و الإبل و الأغنام. تذبح هذه المواشي ليلة الوعدة حيث تقسم على البيوت لإعداد وجبة الغذاء للضيوف القادمين من مختلف أحياء المدينة ومن الولايات المجاورة على غرار ورقلة والوادي وتمنراست، حسب ما أوضحه السيد بن عبد الحاكم حاكم أحد المكلفين بتسيير الزاوية. ومن جانبهن تعكف النسوة منذ الساعات الأولى من صباح الوعدة على إعداد وجبة الغذاء والتي غالبا ما تكون من طبق "الكسكسي" الذي يعد من الوجبات الرئيسية لسكان الجنوب الجزائري بصفة عامة. وفي صباح يوم الوعدة يتجمع المشائخ و السكان بالقرب من ضريح الولي الصالح سيدي موسى بوقبرين لتلاوة القرآن الكريم وترديد مدائح دينية في مدح الرسول الأعظم (صلعم) ثم تلاوة الفاتحة و الدعاء الجماعي . ومن جهتهن تجتمع النسوة في الفترة المسائية بالقرب من ضريح الولي الصالح أو "الروضة" كما يطلق على تسميتها محليا في أجواء من التآخي و النفحات الإيمانية وهن يتبركن بالشرب من المنبع المائي المجاور للضريح حسب المعتقدات السائدة في المنطقة. ويروى أن الولي الصالح "سيدي موسى" الذي تعود جذوره إلى أصول تارقية أصيلة كان الولد المحبب لوالده الذي كان يتوسم فيه "الصلاح والإستقامة". وعلى هامش هذه المناسبة السنوية ينظم شباب مدينة "تيماسينين" التي تبعد عن عاصمة الولاية ب 700 كلم شمالا باقة من النشاطات الثقافية والرياضية.