سلط الأساتذة المشاركون في اللقاء الدراسي حول "تاريخ وتراث الونشريس" يوم الأربعاء بتيسمسيلت الضوء على مقاومة المنطقة للمحتل في العصور القديمة والحديثة. وتطرق أستاذ التاريخ القديم بجامعة قسنطينة السيد العود محمد صالح إلى أنطلاس الذي يعد من أبرز الشخصيات المورية المقاومة للاحتلال الوندالي والبيزنطي بالونشريس حيث إستطاع تنظيم ثورة جمعت اليه كل قبائل المنطقة مما أرغم المحتل على تغيير خططه العسكرية بالمنطقة من الهجوم المتواصل إلى الدفاع. وأبرز الأستاذ جمال مسرحي من جامعة باتنة توحد مقاومة القبائل الامازيغية ضد الوجود الروماني من شرق البلاد إلى غربها على غرار منطقة الونشريس مشيرا إلى وجود تواصل تاريخي لمقاومة الرومان بالجزائر من خلال ثورة تاكفاريناس التي اندلعت في الأوراس من سنة 17 إلى 24 ميلادي والتي امتدت إلى الونشريس. كما إمتدت ثورة ايديمون (40 إلى 42 ميلادي) التي اندلعت بغرب البلاد وبالونشريس تحديدا إلى الشرق الجزائري خصوصا بنواحي الأوراس وتبسة وفق نفس المتدخل. ومن جهته تناول أستاذ الآثار بجامعة الشلف السيد فوكة محمد الدور الكبير الذي لعبته منطقة الونشريس في تحديد السياسة العسكرية الرومانية بالجهة من خلال وضعها لتحصينات ضخمة لمجابهة الثورات التي اندلعت ضدها أنذاك. وسلط الدكتور عبد القادر دحدوح أستاذ علم الآثار بالمركز الجامعي لتيبازة الضوء على مساهمة أهل الونشريس في تدعيم مقاومة الأمير عبد القادر وذلك من خلال تقديم الفرسان والمحاربين والمشاة والأسلحة والمؤونة وكذا التزامهم بدفع الضرائب. وأشار الأستاذ بن صحراوي كمال من جامعة تيارت إلى الكتابات الفرنسية التي تطرقت لشخصية ثائر الونشريس والظهرة شريف بومعزة على غرار الكاتب الفرنسي مارتن فال الذي أشاد بشجاعته. وإهتمت الأستاذة عائشة حسيني من نفس الجامعة بشخصية قائد الولاية الرابعة التاريخية الشهيد الجيلالي بونعامة ومحاولة الإستعمار الفرنسي إحباط التفاف سكان الونشريس حول الثورة التحريرية المجيدة. وللإشارة يندرج هذا اللقاء الذي يدوم يومين في إطار شهر التراث والاحتفال بالذكرى الخمسين للإستقلال وينظم بمبادرة من دار الثقافة "مولود قاسم نايت بلقاسم لتيسمسيلت".