سيشكل "تاريخ وتراث منطقة الونشريس" موضوع يومين دراسيين ستحتضنهما دار الثقافة "مولود قاسم نايت بلقاسم" بتيسمسيلت ابتداء من الأربعاء المقبل حسبما علم يوم الاثنين لدى المنظمين. وسيشارك في هذا اللقاء المنظم بمبادرة من دار الثقافة في إطار شهر التراث والاحتفال بخمسينية الاستقلال أساتذة مختصين من مختلف جامعات الوطن حيث سيناقشون محاور عدة منها النقوش الصخرية بمنطقة ثنية الحد وجبال الونشريس في النصوص القديمة وتأثير قبائل منطقتي الشلف والونشريس في السياسة العسكرية الرومانية من القرن الأول قبل الميلاد إلى القرن الثالث ميلادي. وسيتم التطرق أيضا إلى مساهمة المنطقة في مقاومة المستعمر الفرنسي تحت قيادة الأمير عبد القادر وكذا إبراز شخصية الشريف بومعزة ثائر الظهرة والونشريس من خلال كتابات الفرنسيين إضافة إلى دراسة وصفية تحليلية حول مصحف الجيب لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة المحفوظ بالمتحف المركزي للجيش. وسيتناول المتدخلون فترة الثورة التحريرية المجيدة بتيسمسيلت من خلال إبراز شخصية الشهيد الجيلالي بونعامة قائد الولاية الرابعة وسرد وقائع معركة باب البكوش بلرجام وغيرها. وستكون السينما الجزائرية حاضرة خلال هذا اللقاء من خلال تسليط الضوء على الفيلم التاريخي "بني هندل" للمين مرباح الذي تم تصوير جل مشاهده بنواحي برج بونعامة بأعالي جبال الونشريس مع برمجة قراءات في الشعر الملحون حول المقاومة والثورة التحريرية بمنطقة الونشريس. ويرمي اللقاء إلى إبراز ما تزخر به منطقة الونشريس من شواهد تاريخية وموروث ثقافي يعكس تعاقب للحضارات إضافة إلى الإسهام في إثراء البحوث التاريخية ذات الصلة حسب مدير دار الثقافة السيد بن علي عمشة. وينتظر تنظيم بالمناسبة زيارة إلى معتقل "عين صفا" الذي كان يمارس فيه الجيش الاستعماري الفرنسي كل أشكال التعذيب والتقتيل في حق الجزائريين آنذاك.