أفادت منظمة الأممالمتحدة في تقريرها السنوي حول الاطفال في الصراعات المسلحة أن الصراع في مالي "له اثر سلبي على أطفالها". ونددت المنظمة في تقريرها الذي اذاعه اليوم الخميس راديو "فرنسا الدولي" بتجنيد الاطفال التي تتراوح اعمارهم ما بين 12 و 15 عاما في الجماعات المسلحة في مالي من بينها متمردي الطوارق فضلا عن حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا (موجاو) وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي (أكمي) وحركة "انصار الدين" الارهابية. وتناول التقرير أيضا "مليشيات" موالية للحكومة في منطاق "موبتي" و"جاندا إيزو" و"جاندا كوي" وقوات تحرير الشمال. وكانت القوات الفرنسية قد شنت في جانفي الماضي هجوما على معاقل الجماعات المسلحة في شمال مالي لمساعدة الجيش المالي في استعادة السيطرة التي كانت قد فقدتها الحكومة على تلك المنطقة لصالح متمردي الطوارق وجماعات مسلحة تقاسمت معها السيطرة على الشمال إثر انهيار الحكومة المركزية بعد انقلاب عسكري نفذه ضباط غاضبون أواسط عام 2012. وفي سياق الحملة الفرنسية, سيطر متمردو الطوارق على المنطقة بعد انقلابهم على المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة وطردوهم من هناك, مما فتح الباب لوساطة أفريقية ودولية لإعادة المنطقة مجددا لكنف الحكومة المركزية مع إعطاء بعض الحقوق للطوارق والقبائل العربية المقيمة في الشمال. وتطرق التقرير الاممي إلى العنف الجنسي الذي تتعرض له الفتيات مثل الاغتصاب والزواج الاجباري من مسلحين مؤكدا أن أكثر من 8 اطفال من اصل 10 في شمال مالي محرمون من المدارس حيث تم نهب وتدمير وقصف 115 مدرسة, كما تم استخدامها كقاعدات عسكرية خلال فترة الصراع في مالي. كما اشار التقرير من ناحية اخرى الى تجنيد الاطفال في سوريا وجمهورية أفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية حيث اصبحوا من الدول الأكثر إشكالية في ما يتعلق بوضع الأطفال في النزاعات المسلحة.