استأنف مفتشو الأممالمتحدة حول الأسلحة الكيماوية في سوريا مهمتهم اليوم الأربعاء وذلك غداة تعليقها بسبب مخاوف أمنية في الوقت الذي تتواصل فيه المشاورات الامريكية الغربية بشأن توجيه ضربة عسكرية على سوريا بدعوى استخدام القوات النظامية لأسلحة كيماوية ضد المدنيين العزل. واستنادا الى نشطاء من المعارضة السورية، فإن فريق مفتشى الاممالمتحدة وصل الى منطقة واقعة تحت سيطرة المعارضة خارج دمشق اليوم وسيباشر اليوم الثاني من فحص المواقع التي تعرضت لهجوم مزعوم بأسلحة كيماوية أسفر حسب المعارضة وعن مقتل المئات من الاشخاص. وقال الناشط سلام محمد متحدثا عبر سكايب، أن فريق المفتشين وصل الى بلدة المليحة ويرافقه مسلحون من المعارضة وسيتجهون الى بلدات "وقع بها الهجوم" على حد قوله "لبدء مهمتهم". وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أعلن أمس الثلاثاء بأن مهمة خبراء الأممالمتحدة الذين يحققون في احتمال استخدام أسلحة كيميائية في هجوم بريف دمشق "أرجئت إلى يوم غد الأربعاء (اليوم) بسبب خلافات بين مسلحي المعارضة حول الترتيبات الأمنية" بينما قالت المنظمة الاممية ان التأجيل جاء " من أجل تحسين الجاهزية وسلامة أفراد الفريق". يذكر أن مفتشي الأممالمتحدة قاموا أول أمس الاثنين بزيارة أولى لمعضمية الشام حيث التقوا مصابين في الهجوم المفترض وجمعوا عينات رغم تعرض إحدى سياراتهم لإطلاق نار من قناصة مجهولين. - حديث عن ضربة باتت وشيكة بالرغم من عدم انتهاء مهمة فريق التفتيش - و في الوقت الذي يواصل فيه فريق المفتشين الدوليين مهمته فى سوريا تبدو الادارة الامريكية و حلفائها الغربيين عازمون على توجيه ضربة عسكرية الى سوريا وفق ما يراه مراقبون سياسيون أعربوا فى الوقت ذاته عن مخاوفهم من تداعيات تلك الضربة. و يأتي ذلك في وقت لم تظهر أية جهة دلائل باستخدام الجيش السوري للأسلحة الكيماوية المزعومة كما لم يحدد فريق المفتشين بعد الطرف المسؤول عن استخدام الاسلحة الكيميائية. و قد تحدى وزير الخارجية و المغتربين السورى وليد المعلم فى مؤتمر صحفي عقده امس فى دمشق "كل من يمتلك دليلا على استخدام الجيش اسلحة كيميائية أن يظهره على وسائل الاعلام للرأي العام" نافيا استخدام دمشق لتلك الاسلحة المحرمة دوليا ومؤكدا أن "سوريا لن تقف مكتوفة الايدي وستدافع عن نفسها بكل الوسائل المتاحة". و من جهتها مازالت الادارة الامريكية تدرس مع الدول الحليفة لها "كل الخيارات الممكنة" - للرد على مزاعم استخدام القوات السورية للسلاح الكيماوي فى صراعها مع المعارضة- ونتائجها وتداعياتها على المنطقة والعالم. و قالت مصادر امريكية مطلعة أن الإدارة الأمريكية تناقش مع بعض الدول الغربية وحلفائها مسألة هل لدى هذه الدول رغبة واستعداد للمشاركة في العملية العسكرية خارج مجلس الامن وهل لديها قدرة على تحمل نتائجها وتداعياتها. كما تدرس الإدارة الامريكية الخيارات العسكرية المحتلة وهي ثلاث خيارات اما تنفذ خيار الضربة المحدودة اوعملية "ثعلب الصحراء" كما حصل في العراق وضرب صورايخ كروز لمدة ساعات أما الخيار الثالث هو نموذج كوسوفو. وكانت القوات الامريكية جهزت جميع امكانياتها وهي على أهبة الاستعداد لتحرك عسكري محتمل ضد سوريا بمجرد اعطائها الضوء الاخضر من قبل الرئيس الأمريكي بارك اوباما. واتهمت دول وأطياف معارضة السلطات السورية بقصف معضمية الشام وبلدات بالغوطة الشرقية بريف دمشق بغازات سامة فجر يوم 22 اوت الجاري ما أدى إلى سقوط مئات القتلى فيما نفت مصادر رسمية استخدامها لهذه النوعية من الأسلحة كما نفت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة الاتهامات ووجهت اصابع الاتهام الى المعارضة باستخدام هذا السلاح المحرم دوليا.