يقدم الفيلم المصري "هرج ومرج" للمخرجة نادين خان صورة عن مجتمع يصارع من أجل البقاء من خلال عمل مليء بالدراما والمشاهد المعبرة عن المأساة. ويشكل هذا العمل السينمائي الذي عرض مساء أمس الخميس بقاعة "المغرب" في إطار منافسة الأفلام الطويلة لمهرجان وهران للفيلم العربي صرخة مدوية لفئات إجتماعية تجري وراء طموحات أقصاها الحصول على مقدار من الماء الصالح للشرب وقارورة غاز وبعض الحلوى واللحم. كما يظهر الفيلم واقع مرير "الجلاد فيه ضحية" في وسط ريفي مكتظ تسود فيه قوانين عفوية بعيدا عن حياة المدينة وفي غياب كلي لمعالم الدولة وتشغله قضايا وصراعات مثل الجنس والخيانة والعوز والغبن والحرمان والبؤس والتيهان. وتدور أحداث "هرج ومرج" في مثلث حب تكتنفه الصراعات حيث يتنافس شابان على حب فتاة وسط مجتمع يقتصر على تلبية الحاجيات الأساسية بعد جهد وعناء كبيرين وفي ظل وضع منغلق ومنعزل. ويحكي الفيلم قصة هذا المثلث عندما تجد فيه الفتاة مصيرها مرتبط برهان في مباراة لكرة القدم على رأس كل فريق أحد الشابين. وقد حاولت المخرجة من خلال هذا العمل الذي يعتبر فيلمها الروائي الطويل الأول في مشوارها السينمائي تقديم موضوع اجتماعي بمقاربة سوداوية بلغت فيها تشبيه حالة من المجتمع الانساني بقانون الغاب. "لقد سعيت من خلال هذا العمل السينمائي إلى إبراز وجه من أوجه المناطق العشوائية في المجتمع العربي على غرار مصر والذي تسوده تفاصيل مختلفة وينتج فيه الفقر أحوالا ومظاهر قاسية" مبرزة في ردها على أسئلة الصحفيين "لم أصدر حكما على الواقع بل حاولت التعبير عنه بشكل فني". وقد أنتج الفيلم سنة 2012 حيث كتب له السيناريو محمد ناصر وشارك في أدواره ثلة من الممثلين المعروفين ووجوه أخرى جديدة على غرار صبري عبد المنعم وأسامة محمد عطية وايتن عامر ومحمد فراج ورمزي لينر وغيرهم.