دعا المشاركون في أشغال الملتقى الدولي الثاني حول الإصلاح والتجديد في المنطقة المغاربية المنظم يوم الجمعة بسطيف الشباب الجزائري إلى "ضرورة البحث في تاريخ وتراث المشايخ والعلماء المغاربة لاستغلالها في إصلاح أحوال الأمة الإسلامية". وأوضح الأستاذ محمد الهادي الحسني من جامعة الجزائر العاصمة في محاضرة له بعنوان "الإصلاح في الجزائر" أن منطقة المغرب العربي عامة والجزائر على وجه الخصوص تزخر بكنوز من العلم والعمل أمثال الشيخ عبد الحميد بن باديس ومحمد البشير الإبراهيمي "على شباب اليوم الاقتداء بمآثرهم وأعمالهم" . وأكد ذات المحاضر خلال أشغال هذا الملتقى الذي تحتضنه دار الثقافة "هواري بومدين" لمدة يومين والمنظم من طرف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على ضرورة "استعادة النهج الصحيح والبحث في مواطن التجديد وذلك من خلال تسليط الضوء على علماء ومشايخ الأمة الأجلاء والعودة إلى القيم الأساسية للدين الإسلامي باعتبار أنه أول من جاء لإصلاح كل فساد". وبعد أن قدم للحضور لمحة شاملة حول تاريخ الحركة الإصلاحية في الجزائر مستعرضا أعمال عدد من العلماء والمشايخ الذين برزوا خلال مراحل زمنية مختلفة أمثال الشيخ الداودي وعبد القادر الراشيدي ومحمود بن العنابي أضاف ذات المتدخل بأن "الإصلاح في الجزائر حقق الزعامة العلمية وجعل الإسلام في الجزائري ذاتي مبني على العلم بعدما كان وراثيا" . من جهته أشار رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لولاية سطيف الأستاذ أحمد ظريف إلى أن الإصلاح والحديث عن المصلحين "أصبح من أوجب ما تقتضيه المرحلة التي يمر بها العالم الإسلامي اليوم ومن ألزم ما يحتاجه الناس عامة خلال المرحلة الراهنة" . وحسب نفس المحاضر فإن "سلف هذه الأمة من العلماء أدركوا مسؤولياتهم وقاموا بها خير قيام وكان مجتمعهم آنذاك في صدارة الحضارة ثم خلف من بعدهم خلف حادوا وتخلوا عن تراث السلف فساد الضعف والهوان في المجتمع" . وشدد الأستاذ ظريف بالمناسبة على أن "التفكير المتجدد الذي نبه إليه الشيخ عبد الحميد بن باديس وتكييفه مع مستجدات العصر هو أساس النهضة لإصلاح أحوال الأمة العربية والإسلامية" معتبرا مبادرة تنظيم هذا اللقاء "فرصة لإبراز الدعوات الإصلاحية التي قادها عدد من العلماء في المنطقة المغاربية على غرار خير الدين تونسي ومالك بن نبي ومحمد بن علي السنوسي والبشير الإبراهيمي وعبد الحميد بن باديس وعملت على معرفة أسباب ضعف الأمم العربية والإسلامية" . كما اعتبر رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبد الله قسوم من جهته بأن دافع تنظيم هذه التظاهرة "يستلهم أسبابه من المعاناة التي تعيشها شعوب المنطقة العربية بسبب التخلف في جميع أشكاله والتي أثرت سلبا على جميع ميادين الحياة" ويشارك في أشغال هذا الملتقى أساتذة ومحاضرون من الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا سيتطرقون إلى عدد من المواضيع منها الإصلاح في المغرب العربي وأولويات الإصلاح في العالم الإسلامي والتواصل بين أعلام الإصلاح في المغرب العربي.