ينتظم بتلمسان معرض كبير حول القفطان التلمساني الذي يعد لباسا تقليديا نسويا موروثا عن الأندلسيين الذين استقروا بالمغرب العربي في عصور سابقة. ويسمح المعرض الذي يقام على مدى أربعة أيام بمبادرة من جمعية "الأصالة" لتلمسان التي تسعى إلى الحفاظ وترقية التراث الحرفي الأصيل بإبراز مختلف مراحل صنع القفطان ولوازمه مثل "بلوزة المنسوج" و"المنديل" و"التاج". ويهدف إلى "تذكير الزوار بجمال وخصوصية هذا التراث الذي يسهر الرجال والنساء على الحفاظ عليه بغيرة كبيرة منذ سنوات عديدة" كما أوضح المنظمون. وتظهر هذه التظاهرة التي افتتحت أمس السبت للجمهور خاصة منه الشباب "الطابع المعقد للصنع اليدوي للقفطان" و"جميع المتدخلين الذين يساهمون كل في تخصصه في إكتمال هذا اللباس الذي كانت ترتديه في الماضي أميرات الزيانيين". وقد خصص للحرفيين رجالا ونساءا أجنحة وفقا لمراحل صنع القفطان حيث يشرحون دورهم في عملية خياطة القفطان بدءا من قطع قماش "القطيفة" مرورا ب "الفريض" والتصميم والزخرفة الخاصة به. ويبقى الزائر منبهرا بهذه المهارة الإستثنائية التي تتطلب صبرا ودراية. كما تعرض بالمناسبة آلة النسج التقليدية المستخدمة في صناعة قماش المنسوج الذي يصنع منه "المنديل" و"البلوزة" التي ترتديها النساء تحت القفطان مما يذكر الجمهور بأن هذه الحرفة المشهورة بتلمسان تتطلب جهدا بدنيا ومهارة فنية متوارثة بين الأجيال حتى يبقى هذا اللباس يعرف إقبالا كبير من قبل التلمسانيات بشكل خاص والجزائريات عامة. ويتضمن هذا المعرض الذي يحتضنه المعهد الوطني المتخصص في الفنون التقليدية نماذج قديمة للقفطان التلمساني يعود تاريخها إلى القرن الماضي. ويحافظ الحرفيون الشباب المشاركين على هذا الموروث وكلهم فخر بمزاولة هذه الحرفة القديمة. ويعي الحرفيون ومسؤولو قطاع الصناعة التقليدية لولاية تلمسان أهمية الحفاظ وترقية هذه الحرف التقليدية التي تمثل جزءا من هوية سكان المنطقة التي تزخر بتنوع الحرف يتعين حمايتها من الزوال وفق العديد من الحرفيين.