تشهد ولاية البويرة التي تستعد لاستقبال الوزير الأول السيد عبد المالك سلال غدا الخميس و المعروفة بطابعها الفلاحي المتميز و إنتاجها للحبوب و زيت الزيتون و البطاطس في السنوات الأخيرة حركة تنموية واسعة ساهم في دفعها وجود الطريق السيار شرق غرب و سد كدية اسردون. ويشار في هذا السياق أن شطر الطريق السيار الذي يعبرها شرقا و غربا أضفى أهمية أكثر على هذه الولاية من حيث موقعها الإستراتيجي و هو ما جعلها تتحول إلى وجهة مفضلة للمستثمرين و المتعاملين الصناعيين و الفلاحيين نظرا للقدرات التي تتمتع بها المنطقة في مجال العقار الفلاحي المسقي و العقار الصناعي و كذا قربها من مينائي الجزائر و بجاية. كما سيجري قريبا ربطها بهذه الأخيرة انطلاقا من منطقة احنيف عبر منفذ الطريق السيار. جدير بالذكر أن هذه الولاية المعروفة بأراضيها الخصبة تقدر المساحة الصالحة للزراعة بها ب190.000 هكتار منها 11.700 هكتار قابلة للتوسع و السقي تقع أساسا بالمنطقة المتواجدة ما بين هضبة الأصنام و سهل الساحل. و تفيد إحصائيات حديثة أعدها المسؤولون المحليون للقطاع بأن إنتاج الحبوب يحتل المركز الأول بالولاية بإنتاج سنوي يفوق ثلاثة ملايين قنطار. كما يتجاوز إنتاجها من زيت الزيتون سبعة ملايين لتر علما أن هذه الولاية تتوفر على نحو ثلاثة ملايين شجرة زيتون تتواجد معظمها بالجهة الشرقية. — مشاريع ري هامة موجهة لأغراض السقي الفلاحي و تزويد السكان يتم سقي الأراضي الفلاحية انطلاقا من سدي كدية اسردون (647 مليون م3) الذي يعد الثاني من حيث الأهمية على المستوى الوطني بعد سد بني هارون (ميلة) و تيلسديت (164 مليون م3). و علاوة على سقي الأراضي الفلاحية فإن هاتين المنشأتين لاسيما سد كدية اسردون ستساهمان في توفير مياه الشرب لفائدة سكان العديد من بلديات ولاية البويرة و كذا البلديات التابعة لولايات كل من تيزي وزو و الجزائر و المدية و المسيلة بفضل أنظمة تحويل المياه التي أقرتها السلطات العمومية على المستوى الوطني بغرض تموين مناطق البلاد التي تفتقر إلى الموارد المائية الضرورية أو تعرف ندرة في هذا المجال. كما أن كثافة شبكة طرقاتها و قربها من المراكز الاقتصادية الكبرى و المرافئ و المطارات و مرور خط السكة الحديدية (الجزائرقسنطينة) بترابها و كذا توفرها على عقار صناعي هام تشكل كلها مؤهلات لا يستهان بها من شأنها استقطاب المستثمرين على غرار مجمع " سفيتال " الذي أنجز مساحة تجارية كبيرة بالمخرج الشمالي لمدينة البويرة و أرضية إمداد للنقل بإمكانها أن تضمن تخزين و نقل مواد مختلفة لاسيما الغذائية منها لسد احتياجات السوق الوطنية. ويذكر من جهة أخرى أن منطقة النشاطات الصناعية المتربعة على أكثر من 400 هكتار قابلة للتوسع المتواجدة بمنطقة سيدي خالد ببلدية البردي تعتبر من بين العوامل الأساسية التي من شأنها جلب المتعاملين الاقتصاديين الراغبين في الاستثمار بالمنطقة. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الولاية رصدت غلافا ماليا تجاوزت قيمته 300 مليون دج لإعادة تأهيل مناطق النشاطات لكل من الأخضرية و اوعمر و بشلول و واد دهوس. كما تتوفر هذه الولاية المقدر عدد سكانها ب745.000 نسمة على مؤهلات أكيدة في المجال السياحي بفضل القدرات التي تتيحها المحطة الشتوية لتكجدة المتواجدة بمرتفعات جرجرة و محطة الحمامات المعدنية لحمام كسانة ببلدية الهاشمية. و تقدر نسبة الربط بشبكة الكهرباء بالولاية ب98 بالمائة. كما أن نسبة الربط بشبكتي الغاز الطبيعي (67 بالمائة) و التموين بمياه الشرب (89 بالمائة) تعد كلها ظروف مواتية لكل من يرغب في الاستثمار بالمنطقة.