لاتزال قرارات محاربة استعمال المياه القذرة التي تصب في الوديان لسقي المنتوجات الفلاحية خاصة الموسمية منها؛ تجد صعوبة في التطبيق للحد من الظاهرة التي تزداد خلال فصل الصيف عبر عدة مناطق من الولاية رغم ما تزخر به هذه الأخيرة من مصادر للمياه. وأشارت إحصائيات الموسم إلى توفر 4395 بئرا، 305 ثقوب، 25 حاجزا مائيا و951 منبعا بالإضافة إلى سدي واد لكحل ذو طاقة استيعاب تفوق 30 مليون متر مكعب وسد تكزديت ب167 مليون م3 وسد كدية أسردون بالأخضرية بما يزيد عن 640 مليون م3 في حين لا تزال بالمقابل مساحة بأكثر من 1080 هكتارا تسقى من ستة(06) نقاط ملوثة، و812 هكتارا يستعمل أصحابها المياه القذرة خلال السنة الجارية. الظاهرة التي عرفت انتشارا واسعا خلال السنوات الأخيرة عبر عدة جهات من الولاية خاصة بواد دهوس بين مخرج مدينة البويرة والأصنام بالجهة الشرقية، واد اكراريف ببلدية الروراوة (بغربها) والتي يعتمد فيها 04 فلاحين خواص على عملية السقي بالمياه القذرة على مساحة تفوق 36 هكتارا و45 هكتارا بواد زغوة بجارتها بلدية بئر غبالو منها 35 هكتارا ملكا للخواص و10 هكتارات تابعة للمجموعات الفلاحية في حين تتوفر هذه المناطق التابعة لدائرة بئر غبالو على 260 بئرا وثقبا مائيا بمقر الدائرة إلى جانب 25 بئرا و03 ثقوب بالروراوة و46 بئرا وثقبا ومنبعين وحاجز مائي بالجنوزية ونفس الحالة تعرفها عدة مناطق أخرى كعين بسام عين الحلوى، عين الحجر بالجهة الغربية، الأصنام، عجيبة وشبلول بشرق البويرة، والتي يعمتد فلاحوها على السقي بهذه المياه القذرة على طول أيام السنة في ظل غياب الرقابة، لتضيع بذلك صحة المواطن مقابل لامبالاة الفلاح وسعيه في تحقيق أكبر قدر من الربح باستغلال حواف هذه الوديان الملوثة لزراعة المنتوجات الفلاحية كالفواكه الموسمية مثل البطيخ إلى جانب البطاطا والخضروات الطازجة التي لا تطبخ وتحتفظ بالمياه المسقية بها كالبصل والسلطة. وقد وجهت المصالح الفلاحية لهذا الموسم 78 إعذارا للفلاحين منتجي البصل والسلطة عبر كل من عين العلوي، عين الحجر، الأصنام، عجيبة، بشلول، الروراوة، عين بسام وبئر غبالو مع منع زراعة هذه الخضروات على حواف الوديان علما أنه في سنة 2006/2007 سبق لذات المديرية أن أحالت 06 فلاحين على العدالة مع إتلافها لكميات معتبرة من منتوج البطاطا المسقي بالمياه القذرة كإجراء للحد من الظاهرة التي ساهم صندوق الضبط الفلاحي والتنمية الفلاحية من التقليل منها إلى جانب إنجاز سد تلزديت اين تم تخفيض المساحة المسقية بهذه المياه إلى 81 هكتارا لهذه السنة بعدما كان 172 سنة 2002 و213 هكتارا سنة 2005. إلى جانب انخفاض نسبة المساحة المسقية بالمياه الملوثة من 2339 هكتارا سنة 2006 إلى 1082 هكتارا لهذه السنة بعد أن ساهم برنامج الضبط الفلاحي في إنجاز 270 بئرا، 129 ثقبا مائيا، 1187 خزانا، 595 وحدة سقي بالرش، 1617 مضخة، 058 حاجزا ترابيا و1733 هكتارا من السقي بالتقطير لاقتصاد المياه ناهيك عن نسبة التساقط لهذا الموسم بتسجيل 630 ملم من مياه الأمطار مما أخر تاريخ انطلاق حملة السقي من بداية شهر مارس إلى بداية شهر ماي خلافا للسنوات السابقة بالإضافة إلى إنجاز 7 كلم من قنوات التزويد بالجديدة بالمياه الصالحة للشرب منها 11 كلم بالبرنامج القطاعي و20 كلم بالبرنامج العادي لسنة 2008 ومع إنجاز 04 خزانات بسعة 8500 متر مكعب موزعة عبر كل من بلدية شرفة 500م3، العجيبة 500م3، 2500 متر مكعب بالقادرية والتي تضاف إلى عدة مناطق أخرى تم تزويدها كالبويرة، أهل القصر، أولاد راشد، برج اخريص، والمسدود من سد تلزديت. ظاهرة استعمال المياه القذرة بالبويرة ورغم جميع الإمكانيات المتوفرة للفلاح إلا أنها لا تزال تعرف انتشارا خاصة عبر المناطق النائية مما استدعى المصالح المعنية إلى تكثيف مراقبتها حفاظا على صحة المستهلك.