يتوجه كل نهاية أسبوع عدد كبير من القسنطينيين المحبين للطبيعة إلى غابة المريج (الخروب) الترفيهية التي أضحت حظيرة للتسلية بامتياز بعد خضوعها لعمليات تهيئة و إعادة تأهيل واسعة. ففي هذه الأيام الربيعية تتجه مئات العائلات القسنطينية الراغبة في استنشاق "جرعة كافية من الأوكسجين" وتمضية لحظات ممتعة مع أطفالها هروبا من صخب المدينة إلى هذا الفضاء الذي حبته الطبيعة بمناظر خلابة. و تمت تهيئة هذا الفضاء الذي يتيح لزواره فرصة التنزه في الهواء الطلق وقضاء لحظات ممتازة و سعيدة، و أيضا ترك كل الأمور جانبا و بعث مشاعر الفرحة في نفوس الأطفال الصغار الذين هم دوما على استعداد لمثل هذا النوع من المغامرات. و يمارس قاصدوها المشي على الأقدام و مباريات في كرة القدم علاوة على الدومينو و لعب الأوراق و عديد النشاطات الرياضية و الترفيهية بهذه الفضاءات الخضراء، و هو الأمر الذي يجعلهم ينسون الروتين و الضغط اليوميين سواء بالنسبة للعمال أو حتى النساء الماكثات في البيوت و تلاميذ المدارس. فيما يفضل الشباب لاسيما الرياضيون منهم التوجه نحو هذه الغابة من أجل القيام ببعض التمارين مع استنشاق جرعات من الهواء النقي، حيث تقول في هذا الشأن سيدة التقت بها "وأج" في الوقت الذي كانت تستعد فيه لالتقاط صورة تذكارية مع زوجها و أبنائها "إنه أمر ممتع جدا أن ترى هذا المكان و قد صار جميلا و صار يستقبل المواطنين و ذلك على اعتبار أن مدينتنا تفتقد كثيرا لمثل هذه الفضاءات ". و تظهر جليا على محيا زوار هذه الغابة علامات الرضا لاسيما الأطفال و هذا لكون هؤلاء الصغار"نالوا حصة الأسد" في هذا الفضاء الذي يوفر لهم مجموعة كبيرة من الألعاب الجديدة بين أرجوحات و ألعاب التزحلق. و فيما يتعلق بجانب الأمن فقد صارت العائلات القسنطينية مرتاحة و آمنة حيث يتواجد أعوان الأمن الذين أغلبهم من الشباب بصفة دائمة بهذا الموقع و يسهرون ليل نهار على حماية هذا التراث الغابي الذي يقصده عدد كبير من المواطنين. كما لم يعد مشكل ركن المركبات مطروحا فقد وضعت تحت تصرف الزوار حظيرة لهذا الغرض تتربع على 12 ألف متر مربع و هو فضاء كاف لتوقف المركبات حتى و إن كان الأمر يصبح صعبا في فترات نهاية الأسبوع حيث يتعين الانتظار قليلا قبل إيجاد مكان لركن المركبة. و يمكن القول بأن كل شيء بهذه الغابة التي أهملت خلال عدة سنوات و أضحت في وقت من الأوقات مأوى للمنحرفين قد تغير و أصبح اليوم على ما يرام. و قد أسندت عملية تهيئة هذا الموقع الغابي التي أشرفت عليها محافظة الغابات إلى مؤسسة جهوية متخصصة في الهندسة الريفية حيث استلمت أشغال غابة المريج في يوليو 2012 بمناسبة إحياء خمسينية الاستقلال. و تضمنت أشغال إعادة التأهيل التي تطلبت تسخير 140 مليون د.ج إنشاء مساحات للعب و الراحة و بناء شاليهات للمصالح الإدارية المكلفة بتسيير و مراقبة الحظيرة و إنجاز دروب للدخول و شبكات للتطهير و تركيبات للمياه و لكهرباء إضافة إلى تهيئة حاجز مائي يقع بالجوار بسعة 1000 متر مكعب.