استقبلت امس مرتفعات جبال الشريعة بولاية البليدة الدراجين المشاركين في سباق الجزائر الدولي للدراجات الهوائية 2013 والذين وصلوا اليها قادمين من مدينة الشبلي. وتعتبر مرتفعات جبال الشريعة التي ستحتضن احدى مراحل هذا الحدث الرياضي والتي تقع على ارتفاع 1550م عن سطح البحر القلب النابض لولاية البليدة نظرا لما تزخر به من ثروات طبيعية نباتية و حيوانية فضلا عن كونها منطقة سياحية بامتياز يقصدها الزوار من مختلف ولايات الوطن للتنزه وبحثا عن الهواء النقي والهدوء. وتتميز هذه الجوهرة السياحية بمناظرها الطبيعية الخلابة وبمناخها المنعش في فصل الصيف وثلوجها الناصعة البياض في فصل الشتاء وهو ما يجذب اليها السياح في كل وقت وخاصة أثناء العطل. ويظهر ذلك جليا من خلال الصورة التي ترسمها المركبات التي يعج بها كل وقت الطريق الوطني رقم 37 الرابط بين مدينة البليدة و الشريعة و التي تحمل ترقيم مختلف الولايات. كما يقصد المنطقة أيضا الأجانب ممن يفضلون هذه المنطقة لقضاء أوقات ممتعة واستنشاق الهواء النقي المنبعث من أشجار الصنوبر والمشي أو الجلوس في وسط طبيعي واسع. ويشكل فصل الشتاء فرصة لسكان المنطقة الجبلية لكسب بعض الأموال حيث يقومون بعرض منتجات استهلاكية محلية مثل "خبز الدار" و البيض المسلوق و الزيتون و زيت الزيتون و العسل و الجبن المحلي و بعض الفواكه المحلية كالتين المجفف بالاضافة الى الأواني الطينية الشيئ الذي يستهوي كثيرا الزوار الذين لايتوانون في شراء البعض من كل هذا. ولعل ما يحفز المواطنين على اختيار جبال الشريعة كمقصد أول للتنزه و تغيير الجو هو الجهود التي تبذلها السلطات المحلية من أجل توفير المتطلبات الضرورية لترقية السياحة الجبلية و ذلك من خلال انجاز عدة عمليات تهيئة تصب في مسعى تحسين ظروف الاستقبال والقيام بحملات النظافة الواسعة ووضع التجهيزات الضرورية تحت تصرف الزوار. وفي هذا الاطار تم تهيئة عدد من فضاءات الاستراحة على حافة الطريق ومنعرجاته لاسيما بمنطقة "بني علي" وبغابة الكستناء و الأرز الاطلسي في انتظار تهيئة نادي التزحلق الذي يستهوي هوالآخرعشاق رياضة التزحلق وكذا ساحة للعب الأطفال و عدد من الأكشاك لتستغل كنقاط بيع سياحية. وتتربع منطقة الشريعة التي أصبحت حظيرة وطنية سنة 1983 وصنفت كمحمية طبيعية من طرف اليونيسكو سنة 2002 على مساحة 26.587 هكتارا. وهي تحتوي تنوعا بيولوجيا هائلا حيث تتوفر على 794 نوعا نباتيا 15 منها محمي كالأرز الأطلسي و السحلبيات وغيرها من النباتات الطبية. كما تتوفر غابة الشريعة على 612 نوعا حيوانيا 30 منها محمي على غرار قرد الماغو" والقوارض و الخفافيش و الطيور و الحشرات و العنكبوتيات وحتى الأسماك التي تعيش في الوديان و المجاري المائية. وفي هذا الصدد تعكف مديرية الحظيرة الوطنية للشريعة بالتعاون مع مختصين وجامعيين على تنفيذ برنامج طموح لإحصاء مجموع الثروة الحيوانية المحلية بهدف المحافظة عليها و تحسين وسطها الطبيعي.