صرح الباحث الأردني المختص في علوم الفقه وأصوله، الدكتور محمد صبحي حسن العايدي، سهرة أمس الجمعة بوهران أن الاستناد إلى مناهج أئمة المذاهب الفقهية الأربعة يمثل "ضرورة ملحة" لمحاربة مختلف أشكال الغلو والتطرف. وذكر الفقيه الذي نشط بعد صلاة التراويح بمقر الزاوية البلقائدية الهبرية محاضرة في إطار الطبعة التاسعة من سلسلة الدروس المحمدية عنوانها "الامام الأعظم أبو حنيفة النعمان ومنهجه في محاربة الغلو والتطرف" أنه "من الضروري الاستناد الى مناهج أئمة المذاهب الفقهية الأربعة حتى يتسنى للأمة في راهنها التصدي لمختلف أشكال الغلو والتطرف". وأضاف أن "مناهج هؤلاء الأئمة الأجلاء الذين سلكوا الطريق الصحيح في نشر العقيدة الإسلامية وترسيخ ركائزها ينبغي إحياؤها في هذا الزمان لمناهضة المد الخارجي الذي جعل من البعض يكفرون المسلمين ويشرعون بما يخالف تعاليم الشريعة الإسلامية". وأوضح أن "ظاهرة الغلو والتطرف التي شهدتها كل العصور لا سيما تلك التي تلت بزوغ شمس الإسلام شكلت أكبر مصائب المجتمع وأكثر الأمراض التي ألحقت الضرر بالأمة الإسلامية" مبرزا النتائج المؤسفة التي ترتبت عن هذه الأفة في العشريات والسنوات الأخيرة. وقال الفقيه "فعلى غرار الأئمة الأخرين نجح الامام أبو حنيفة النعمان في وضع يده على الجرح في عصره بعد أن احتكم الى المنهج السليم في محاربة المتطرفين وأصحاب الغلو والمدعين". وذكر المحاضر في ذات الجانب أن مناهج أئمة المذاهب الأربعة "جعلت من العلم سلاحا ناهضوا من خلاله هذا المد الذي كاد أن يعصف بالأمة" مبرزا ذكاء هؤلاء الأئمة وحنكتهم في تخليص المجتمع من مثل هذه الأفات. واسترسل الفقيه الأردني في حديثه عن مناهج التشريع والاجتهاد التي كان يرتكز عليها الامام أبو حنيفة النعمان وحرصه على التدقيق في النصوص واتباع سكة السلف الصالح واسهاماته في صون السنة النبوية الشريفة وإحياءها مضيفا أن مثل هذه المناهج "كان لها الدور الكبير في إعادة الطمأنينة والاستقرار للأمة وتخليصها من الفوضى". يذكر أن هذه الطبعة من سلسلة الدروس المحمدية تعالج محور "أئمة المذاهب الفقهية الأربعة" تحت شعار الآية الكريمة "فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون". ويشارك فيها عدد من الفقهاء وعلماء الشريعة الإسلامية من عدة بلدان عربية.