أكدت الدورة ال19 لبطولة إفريقيا لألعاب القوى التي اختتمت منافساتها يوم الخميس بمدينة مراكش المغربية تراجع مستوى ألعاب القوى الوطنية على الصعيد القاري. وبالفعل فقد اكتفى المنتخب الوطني الجزائري الذي شارك ب 27 عداء باحتلال المركز ال12 بمجموع أربع ميداليات منها ذهبية واحدة و 3 برونزيات، مسجلا بذلك تراجعا ملحوظا عن الدورة الثامنة عشرة التي أقيمت من 28 يونيو الى 1 يوليو 2012 في بورتو نوفو، عاصمة جمهورية البنين، حيث احتلت الجزائر التي شاركت آنذاك ب 13 رياضيا فقط، المركز السادس برصيد 7 ميداليات (2 ذهبية، 3 فضية و2 برونزية). وجاءت الميداليات الأربعة التي أحرزتها الجزائر في مراكش بفضل ذهبية العربي بورعدة (العشاري) و و برونزيات توفيق مخلوفي (800 م) و سباق التناوب اربع مرات 100 م ومحمد عامر (20 كلم/مشي). وفشلت النخبة الوطنية في تحسين النتائج المتحصل عليها في طبعة 2012 و في تحقيق تكهنات الإتحادية الجزائرية لألعاب القوى التي راهنت على إحراز خمس أو ست ميداليات من دون أن تحدد لونها، في دورة مراكش. النتيجة الوحيدة التي تبعث على الارتياح تلك التي حققها العربي بورعدة العائد بقوة الى أجواء المنافسة، بعدما غاب عن الطبعة الماضية للبطولة الافريقية بسبب قضية المنشطات التي مست أيضا اختصاصية سباق 800 م زهرة بوراس. وقد تمكن بورعدة من التتويج بذهبية مسابقة العشاري، في الوقت الذي اخفق فيه كل من البطل الاولمبي توفيق مخلوفي و السباعة ياسمينة عمراني من الاحتفاظ بتاجهما القاري. و أحرز العداء الجزائري العائد الى المنافسة بعد فترة طويلة من الغياب الميدالية البرونزية في سباق 800 م بعدما احتل المركز الثالث بزمن قدره 1 د 49 ثا 08 ج، ليفقد بذلك لقبه القاري الذي حققه في دورة البنين 2012 بعدما سجل توقيتا جيدا قدره 1د43 ثا و88ج. ورغم ذلك، فإن مخلوفي صرح عقب نهائي سباق نهائي 800 الذي فاز به البوتسواني نيجل أموس "أنا جد مرتاح للأداء الذي حققته وذلك بالنظر لتواجد عدائين كبار. السباق كان تكتيكيا وتميز بمستوى عال. كنت أطمح إلى تحقيق الأفضل لكن الفوز لم يحالفني". كما نالت برونزية مخلوفي ارتياح مدير الفرق الوطنية، عبد الكريم صادو الذي قال بأن العداء "حقق نتيجة جيدة بافتكاكه البرونز بعد غياب قارب 18 شهرا لاسباب صحية". ولم تنجح ياسمينة عمراني هي الاخرى في الاحتفاظ بلقبها القاري، إثر انسحابها في مسابقة السباعي بسبب إصابة، بعد ان كانت متصدرة للترتيب العام، ليحرم المنتخب الجزائري من حظوظ حقيقية في الميداليات. كما أخفقت بقية العناصر في الاحتفاظ على النتائج التي حققتها في البطولة الافريقية الماضية، على غرار محمد عامر الحائز على الميدالية البرونزية في سباق 20 كيلومتر مشي وهو المتوج في دورة البنين بالميدالية الفضية لنفس الاختصاص، وعصام نيمة الذي اكتفى باحتلال المركز الرابع في مسابقة الوثب الثلاثي التي احرز ميداليتها الفضية عام 2012 وإلياس مقدال المقصى في نهائي سباق 100 متر حواجز و الذي سبق له التتويج بالبرونزية في الطبعة ال18 للمنافسة القارية. ولم تتمكن أمينة بتيش التي توجت أحسن رياضية لموسم 2013 بفضل ميداليتين ذهبيتين في ألعاب ميرسين-2013 بتركيا و الألعاب الإسلامية ببالمبانغ (أندونيسيا)، من اكمال سباق 3000 م/حواجز، بعدما انسحبت في النهائي بسبب "مرض"، حسب مدربها الذي أشار الى الوتيرة العالية للسباق الذي تمكنت خلاله الإثيوبية هيووت أياليو يمر من تحطيم الرقم القياسي الإفريقي (9د 29 ثا و 100/54). ورغم أن الجزائر توجت مرتين بلقب البطولة الافريقية منذ منذ الدورة الأولى التي أقيمت بالعاصمة السنغالية دكار سنة 1979، و ذلك عامي 1988 بأنابا و 2000 بالجزائر، إلا معاناة ألعاب القوى الوطنية مازالت على ما يبدو متواصلة وعودتها الى القمة ليس بالامر القريب. يذكر أن جنوب إفريقيا توجت بلقب البطولة الإفريقية ال19 لألعاب القوى، بعد تصدرها جدول الميداليات بمجموع 19 ميدالية منها (10 ذهبية و5 فضية 4 برونزية) متبوعة بمنتخبي نيجيريا برصيد 24 ميدالية (8 ذ و9 ف و7 ب) وكينيا بمجموع 25 ميدالية (7 ذ و8 ف و10 ب). ويعد هذا اللقب الخامس لجنوب إفريقيا بعد سنوات 1992 و1993 و2004 و2006.