اختتم الوزير الأول عبد المالك سلال يوم الاثنين زيارة العمل التي قادته إلى دائرتي عين قزام (ولاية تمنراست) وبرج باجي مختار(أدرار) أين أكد على ضرورة تدعيم المناطق الحدودية بأقصى الجنوب ببرامج تنموية جديدة لتدارك النقائص وفقا لتعليمات رئيس الجمهورية الذي أمر بالتكفل "بصفة خاصة" بهذه المناطق. فبعين قزام ذكر السيد سلال خلال لقائه مع ممثلي المجتمع المدني و منتخبي هذه الدائرة بأنه و "لأول مرة في تاريخ الجزائر المستقلة يقوم وفد حكومي هام بزيارة هذه المنطقة الحدودية تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية الذي أمر بالتكفل بصفة خاصة بالمناطق الحدودية الجنوبية و الشرقية و الغربية". و أكد في هذا الإطار على ضرورة اتخاذ تدابير و توفير إمكانيات إضافية لإعطاء دفع جديد للتنمية عبر الشريط الحدودي للوطن, كاشفا بالمناسبة عن قيامه قريبا بزيارة منطقتي الدبداب و برج باجي دريس في أقصى الجنوبالجزائري. و أشاد الوزير الأول بالاستقرار الذي تعرفه منطقة عين قزام -على غرار بقية مناطق الوطن- و بوحدة الشعب الجزائري مؤكدا أن تدعيم هذا الاستقرار يعد أحد أهداف زيارته لهذه المنطقة الحدودية. و اعتبر مواصلة زياراته الميدانية للولايات "ردا على الذين كانوا يشكون" بأن الزيارات التي قام بها من قبل عبر الولايات "كانت ذات أهداف انتخابية". و انتهز السيد سلال لقاءه بسكان عين قزام لدعوتهم إلى المساهمة في تدعيم استقرار منطقتهم الحدودية مع دولة مالي قائلا "الذي يحمي الوطن هو الشعب و هم سكان الحدود لأن استقرارهم و نشاطهم يدعم و يقوي الدولة و الجمهورية الجزائرية". و اكد الوزير الاول ان الجزائر تعيش استقرار بفضل سياسة المصالحة الوطنية و ان شعبها و دولتها يعملان على الحفاظ على المكاسب الكبرى التي حققتها. و بما أن "استقرار المناطق الجنوبية و تدعيم الأمن الاجتماعي بصفة عامة يمران عبر استقرار سكانها لا سيما الشباب أفاد الوزير الاول بأنه أعطى توجيهات لتشغيل من 50 إلى 75 بالمائة من أعوان الجمارك الذين ينشطون بالمناطق الحدودية كعين قزام من أبناء تلك المناطق مع إعطاء الأولوية للمقاولين و المستثمرين المحليين في انجاز المشاريع التنموية. كما تم أيضا توجيه تعليمات للمؤسسات الوطنية الكبرى لمنح الأولوية لأبناء مناطق الجنوب في إطار سياستهم للتشغيل. و في ذات الصدد, أبرز الوزير الأول عزم الدولة على تدعيم المناطق الحدودية بأقصى جنوب الوطن ببرامج تنموية جديدة من شأنها أن تساهم في تدارك جميع النقائص و إنعاش الحركة التنموية بهذه المناطق بغرض تحسين الإطار المعيشي للسكان. و على صعيد ذي صلة أشاد السيد سلال بالجهود الجبارة التي ما فتئ يبذلها الجيش الوطني الشعبي و كافة أسلاك الأمن في سبيل حماية المناطق الحدودية للجزائر. و هي الجهود التي "سيسجلها التاريخ". و بعد أن جدد تذكيره بأن الجيش الوطني الشعبي "لا يتدخل خارج حدود الجزائر" أكد الوزير الأول بأن "الدبلوماسية الجزائرية تلعب حاليا دورا كبيرا من أجل تحقيق الاستقرار في دول الجوار كمالي وليبيا", داعيا سكان المنطقة إلى العمل بدورهم على تحقيق السكينة في هذه المنطقة. و لدى تطرقه لمسألة فتح الحدود, قال الوزير الأول "نحن في حاجة تامة لفتح الحدود لكن ذلك لا يتم الا في ظل الاستقرار والطمأنية". و على الصعيد الإقليمي, لفت السيد سلال إلى أن منطقة المغرب العربي و شمال افريقيا في "حاجة الى الإستقرار" و هو ما يستدعي تصدي هذه الدول لما يعرف بتنظيم "داعش", ليضيف مؤكدا بأن "الجزائر لا تعرف داعش لا من قريب و لا من بعيد". و يجدر التذكير بأن السيد سلال قام خلال هذه الزيارة بتفقد وتدشين عدة مشاريع تابعة لقطاعات السكن والفلاحة والطاقة والصحة والشباب والرياضة والعدالة والمالية. و في هذا الصدد عاين بدائرة عين قزام ( 400 كلم جنوب تمنراست) مشروع إنجاز وتجهيز محكمة عين قزام بتكلفة 550 مليون دج قبل أن يطلع على برنامج إنجاز 400 سكن ريفي و برنامج 100 سكن إجتماعي . و عقب ذلك, تفقد الوزير الأول مستثمرة فلاحية تقع على بعد 40 كلم من عين قزام أنشئت ضمن الإستثمار الخاص في إطار الإستصلاح الفلاحي بواسطة الحيازة على الملكية العقارية الفلاحية . كما قام أيضا بذات الموقع بتسليم مقررات استفادة من السكن الريفي و توزيع لوحات الطاقة الشمسية و تسليم مقررات الإمتياز الفلاحي لفائدة الشباب. وبدائرة برج باجي مختار (800 كلم جنوب أدرار), تفقد الوزير الأول محطة لتوليد الكهرباء بطاقة 7ر13 ميغاواط تقع بمخرج المدينة ومستشفى 60 سرير بتكلفة 3ر1 مليار دج. و تضمن برنامج الزيارة أيضا تدشين قاعة متعددة الرياضات و تفقد مشروع إنجاز مسبح جواري يقع ببلدية عاصمة الدائرة فضلا عن معاينة تنفيذ مشروع إنجاز 360 سكن بصيغة العمومي الإيجاري . و في الختام, ترأس الوزير الأول الذي كان مرفوقا بوفد وزاري هام لقاءا مع المنتخبين والإطارات المحلية لكلا الدائرتين.