أفاد الوزير الأول عبد الملك سلال يوم الاثنين بعين قزام أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمر بالتكفل "بصفة خاصة" بالمناطق الحدودية للوطن. وقال سلال خلال لقائه مع ممثلي المجتمع المدني و منتخبي عين قزام: "لأول مرة في تاريخ الجزائر المستقلة يقوم وفد حكومي هام بزيارة هذه المنطقة الحدودية تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية الذي أمر بالتكفل بصفة خاصة بالمناطق الحدودية الجنوبية و الشرقية و الغربية". كما أكد سلال على ضرورة اتخاذ تدابير و توفير إمكانيات إضافية لإعطاء دفع جديد للتنمية عبر الشريط الحدودي للوطن، معلنا عن زيارته قريبا لمنطقتي دبداب و برج باجي دريس في أقصى الجنوب الجزائري. و عند تطرقه للاحتفال بالذكرى ال60 لاندلاع ثورة التحرير قال الوزير الأول: "كونوا على يقين بان عظماء هذه الثورة و شهداءها هم فخورون لان أبنائهم قد قاموا بالواجب" مضيفا "أنا اعلم أن هناك نقائص لكننا نسعى إلى استدراكها". و أشاد سلال بالاستقرار الذي تعرفه منطقة عين قزام - على غرار بقية مناطق الوطن- و بوحدة الشعب الجزائري مؤكدا ان من أهداف زيارته لهذه المنطقة الحدودية تدعيم ذلك الاستقرار. و في هذا الصدد، أوضح الوزير الأول ان مواصلة زيارته الميدانية للولايات يشكل "ردا على الذين شكوا ان تلك الزيارات كانت ذات أهداف انتخابية" مضيفا "الحمد لله ان ما أنجز بفضل برامج رئيس الجمهورية هو ملموس في الميدان". و دعا بهذه المناسبة سكان عين قزام للمساهمة في تدعيم استقرار منطقتهم الحدودية مع دولة مالي التي تعرف حالة عدم الاستقرار قائلا في هذا الصدد: "الذي يحمي الوطن هو الشعب و هم سكان الحدود لان استقرارهم و نشاطهم يدعم و يقوي الدولة و الجمهورية الجزائرية". و اكد الوزير الاول ان الجزائر تعيش استقرار بفضل سياسة المصالحة الوطنية و ان شعبها و دولتها يعملان على الحفاظ على المكاسب الكبرى التي حققتها. و اعتبر السيد سلال ان استقرار المناطق الجنوبية و تدعيم "الأمن الاجتماعي" بصفة عامة يمران عبر استقرار سكانها لا سيما الشباب و ذلك بتوفير لهم فرص العمل و السكن و العيش الكريم . و افاد في هذا الصدد انه قد اعطى توجيهات تنص على تشغيل من 50 الى 75 بالمئة من اعوان الجمارك الذين ينشطون بالمناطق الحدودية كعين قزام من أبناء تلك المناطق و إعطاء الأولوية للمقاولين و المستثمرين المحليين في انجاز المشاريع التنموية. كما أعطيت تعليمات للمؤسسات الوطنية الكبرى لمنح الاولولية لأبناء مناطق الجنوب في إطار سياستهم للتشغيل. و اعتبر السيد سلال ان مستقبل مناطق الجنوب "زاهر و لا خوف عليه" نظرا للثروات الطبيعية و البشرية التي تزخر بها محذرا ان "كل من يتجرأ و يطمع في ذهبها و معادنها الثمينة سوف يطحن" مستطردا "لديكم في منطقتكم معدنا غاليا لذلك لا أخاف على مستقبل المنطقة الذي ليس مربوط بالبترول و الغاز". كما أكد الوزير الأول ان "لا خوف على الاقتصاد الوطني" موضحا انه ينبغي تغيير النظرة الاقتصادية و توجيه الإمكانيات لتحقيق الثروة خارج المحروقات لان للجزائر امكانيات و ما على "المجتمع الا عدم الشك" قائلا : "لان من الصعب أن يكون تطور إذا كان البعض من الحين إلى الآخر يستعمل سياسة الإحباط و النيل حتى من إرادة المستثمرين الأجانب" الذين يريدون دخول السوق الجزائرية.