شدد محمد صبيح أمين سر المجلس الوطني الفلسطيني على أن الثورة الجزائرية كانت نموذجا في العالم للثورات والإرادة والعزم من أجل التحرر ومصدر استلهام للثورة الفلسطينية. وقال صبيح في تصريح لواج بمقر الجامعة العربية --بمناسبة إحياء الذكرى ال60 لثورة التحرير الوطني -- انه "إذا كان الشعب الجزائري يحتفل بالذكرى ال60 للثورة المجيدة فان كل فلسطيني يشارك الشعب الجزائري سواء بسواء في تمجيد هذه الثورة التي وقف معها وفرح لها كل عربي وكل محب للسلام والعدل في العالم" لأنها ثورة فتحت مجالات واسعة لشعوب العالم التي كانت ترزخ تحت الاحتلال الاستعماري من أجل التحرر. وأكد ان الثورة الجزائرية كانت نموذجا في العالم للثورات والارادة والعزم حيث دحر الشعب الجزائري اثام الاستعمار الذي دام 130 سنة وقدم مقابل ذلك ثمنا باهضا للغاية وهو مليون ونصف مليون شهيد من خيرة أبنائه وبناته فضلا عن أعداد كبيرة قاست كل أشكال العذاب والقهر في سجون المستعمر. وقال صبيح --المختص في تاريخ فلسطين السياسي-- أن "كل هذه الدروس استلهمها الشعب الفلسطيني وتعلمها وعاشت في وجدانه الى ان خطا خطوات الشعب الجزائري ليسير عليها". واوضح انه "على مستوى التأطير السياسي للثورة أنشأ الفلسطينيون حركة التحرير الفلسطينية التي لم تكن تابعة لحزب او ايدولوجيا او فكر معين وانما كانت من أجل تحرير الوطن وهو اقتباس من تجربة الجزائر". كما ان الثورة الفلسطينية المسلحة التي انطلقت في يناير 1965 كانت اتبعت السبيل الذي انتهجته الثورة الجزائرية وتجربتها في الكفاح المسلح لتحرير البلاد. ونوه صبيح بأن الجزائر فتحت ذراعيها واسعا لاحتضان الشعب الفلسطيني ودعم ثورته حيث تكونت الطلائع الاولى للثوار الفلسطينين في الجزائر بالمدارس العسكرية في شرشال وغيرها التي تخرج منها ثوار وقادة كبار منهم ابو صبري صيدم واوبو جهاد (خليل الوزير) الذي كون أول مكتب لحركة التحرير الوطني الفلسطينية في العالم بالجزائر. ولفت الى ان الجزائر ومع أنها كانت حديثة الاستقلال الا انها دعمت الشعب الفلسطيني وكانت الاقرب لفهم معطيات الثورة الفلسطينية ومشاكلها وهو ما يفسر الرابطة القوية جدا بين فلسطينوالجزائر التي وقفت ولا زالت تقف مع الثورة الفلسطينية في كل مراحلها وقدمت لها كل أشكال الدعم دون انحياز اوطلب لموقف سياسي لانها تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها والثورة الفلسطينية ثورتها. وذكر صبيح ان الفلسطينين كانوا منجذبين للجزائر صاحبة الثورة الخالدة وحاضنة حركات التحرر والحركات الثورية في العالم حيث ان الحركات والمنظمات الفلسطينية عقدت اجتماعات كثيرة في الجزائر ومنها اتحاد طلاب فلسطين الذي كانت له علاقات وطيدة مع الاتحادات الطلابية الجزائرية حتى قبل استقلال الجزائر حيث قدمت له مساعدات كبيرة وفتحت له آفاقا مع اتحادات الطلاب في العالم كما كانت الجزائر مقرا لعقد العديد من المجالس الوطنية الفلسطينية وقد تم من فوق أرضها اعلان قيام الدولة الفلسطينية في 15 نوفمبر 1988 . وفي ذات السياق نوه محمد صبيح بفضل الجزائر سنة 1974 ولا سيما الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وزير الخارجية آنذاك الذي كان يترأس الجمعية العامة للامم المتحدة في اعتلاء الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات منصة الاممالمتحدة لاول مرة وإلقاء خطابه الشهير. وفي الاخير هنأ محمد صبيح الجزائر شعبا وقيادة بالذكري ال 60 المخلدة للثورة التحريرية المجيدة مترحما على ارواح شهداء الجزائر الابرار متمنيا للشعب الجزائري المزيد من التقدم والازدهار.