لقي قرار الاتحاد الافريقي تشكيل قوة إقليمية لمكافحة جماعة "بوكو حرام" النيجيرية المتطرفة ترحيبا دوليا واسعا بغية القضاء على هذا التنظيم الذي وسع من عملياته الارهابية بعد انتشاره و سيطرته على مساحات واسعة في البلاد. وعقب إعلان الاتحاد الافريقي خلال اعمال القمة الافريقية باديس ابابا يومي الجمعة و السبت الماضيين عزمه إرسال القوة الاقليمية قوامها من 7.500 عنصر لمكافحة التطرف في نيجيريا رحب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بهذا القرار مؤكدا دعم الاممالمتحدة في توفير غطاء شرعى للقوات الافريقية و كذا توفير كافة الدعم المطلوب. وأشار الى توافق مجلس الامن الدولى ومجلس السلم والامن الافريقى للقضاء على حركة بوكو حرام حيث تقرر إنشاء هذه القوة لمواجهة الجماعة المسلحة لمساندة القوات القوات النيجيرية التي تمكنت امس من استعادة السيطرة على بلدة ميشيكا ومناطقها المتاخمة فى اداماوا بشمال شرق نيجيريا من المتمردين. وقد أودت عمليات التمرد التى تقوم بها جماعة بوكو حرام بحياة أكثر من 10 الاف شخص خلال السنوات الخمس الماضية كما سيطروا على اكثر من 20 بلدة وقرية فى شمال شرق البلاد خلال الاشهر الاخيرة. وفي ظل احتدام الصراع بين القوات النيجيرية و عناصر بوكو حرام التي سيطرت على مساحات واسعة من نيجيريا تم التوافق خلال القمة الافريقية التي اختتمت أشغالها امس باديس ابابا على ارسال أكثر من سبعة الاف من القوات الافريقية سريعة التدخل لمحاربة حركة بوكو حرام فى أربع دول هى تشاد و النيجر و نيجيريا الى جانب الكاميرون بناء على توصية من مجلس السلم والامن الافريقى. ولضمان توفير الدعم اللازم للقوات الافريقية دعا الاتحاد الافريقي الى انشاء صندوق لتمويل العمليات الامنية في اكبر دولة من حيث تعداد السكان فى القارة السمراء. وفي السياق ذاته -حسب ما افاد مسؤول في الاتحاد الافريقي- فان خبراء عسكريين افارقة سيعقودن اجتماعا من 5 الى 7 من شهر فبراير الجاري بياواندي عاصمة الكامرون للتباحث عن سبل توفير الاليات اللازمة لنجاح العمليات الامنية للقوات الافريقية في نيجيريا. -ترحيب دولي واسع لمحاربة التطرف- أكدت الجزائر و كعادتها ضرورة القضاء على الارهاب,و قال الوزير الأول عبد المالك سلال ليلة انعقاد قمة الاتحاد الافريقي بأديس أبابا ان الجزائر عازمة على المستويين الوطني و الدولي للقضاء على الارهاب في افريقيا. وقال السيد سلال الذي شارك يوم الخميس الفارط في أشغال قمة مجلس السلم و الأمن الافريقي حيث مثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في قمة رؤساء دول و حكومات الاتحاد الافريقي يومي الجمعة و السبت الماضيين ان "الجزائر رغم انها تدرك مدى صعوبة المهمة الا انها تبقى عازمة على المستوى الوطني والجهوي والدولي في اطار ستراتيجية الاممالمتحدة لمكافحة الارهاب والاتحاد الافريقي للقضاء على افة الارهاب في قارتنا". من جهتها قالت الولاياتالمتحدة و على لسان قائد القوات الامريكية في افريقيا الجنرال دايفيد رودريغيز انه لابد من بذل "جهود دولية كبيرة" لمحاربة جماعة بوكو حرام المتطرفة في نيجيريا . واضاف المتحدث "اعتقد انه لابد من يذل جهود كبيرة دولية ومتعددة الجنسيات لتغيير وضع ما زال يتطور في الاتجاه الخطأ" مشيرا الى العدد "المذهل "للنازحين. اما فرنسا فقد رحبت بكلمة رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني زوما في اديس ابابا حول اعتزام الاتحاد الافريقي وكل الدول الإفريقية محاربة جماعة "بوكو حرام" المتشددة بنيجيريا وفي الدول المجاورة لها وخاصة في الكاميرونوالتشادوالنيجر. -اوضاع انسانية صعبة يعيشها النيجريون جراء اعمال العنف جماعة بوكوحرام- اضطر أكثر من 14 ألف شخص الى اللجوء إلى تشاد منذ بداية السنة هربا من أعمال عنف جماعة بوكو حرام الارهابية في شمال شرق نيجيريا,حسبما ذكره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة الذي ذكر في تقرير ان عمليات الوصول مستمرة بوتيرة 774 شخصا كل يوم وأن المجتمع الإنساني يعتبر أن عمليات تدفق إضافية للسكان أمر متوقع بسبب تصعيد هجمات بوكو حرام المتطرفة في شمال نيجيريا وكذلك بسبب التوترات حول الانتخابات في نيجيريا متوقعا وصول 30 ألف لاجئ إلى تشاد في 2015 . يذكر ان جماعة بوكو حرام التى كثفت فى السنوات القليلة الماضية هجماتها ضد المدنيين و قوات الشرطة فى نيجيريا تسيطر على نحو 20 الف ميل مربع من اراضي نيجيريا أي نحو مساحة بلجيكا. واستولت عناصر الجماعة الارهابية على مدينة مونغونو وقاعدتها العسكرية القريبتين من بحيرة تشاد في شمال شرق نيجيريا بعد معارك شرسة مع الجيش النيجيري. يذكر ان 13 الف شخص قتلوا منذ 2009 في هجمات لبوكو حرام و في العمليات العسكرية للجيش النيجيري و نزح حوالي 5ر1 مليون شخص بسبب العنف.