لازال الوضع في بوروندي مشوبا بالتوتر في ظل اصرار المعارضة على التظاهر خاصة بالعاصمة بوجمبورا لحمل الرئيس بيير نكورونزيزاعلى العدول عن الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة فيما تتواصل النداءات الدولية بضرورة ايجاد حل سياسي وتوافقي للازمة التي تعرفها البلاد والتي دفعت بعشرات الالاف من البورونديين الى الفرار نحو الدول المجاورة. ولم يثن افشال محاولة الانقلاب ضد نكورونزيزا وعودة النظام الدستوري في بوروندي المعارضة من مواصلة التظاهر ومواصلة اعتراضها على قرار ترشح الرئيس نكورونزيزا لفترة رئاسية ثالثة والتي أثار بمجرد الاعلان عنه اضطرابات في الدولة الواقعة في وسط أفريقيا. -المعارضة والمجتمع المدني تصران على مطالبهما بارجاء الانتخابات وذكرت تقارير اعلامية من بوروندي أن مئات الاشخاص احتشدوا يوم الثلاثاء في بوجمبورا احتجاجا على ترشح الرئيس نكورونزيزا للانتخابات الرئاسية المقبلة وتعهدوا بمواصلة التظاهر إلى أن يتراجع الرئيس عن هذا القرار. يذكر ان بوروندي وخاصة عاصمتها بوجمبورا هي منذ ال 26 ابريل المنصرم مسرحا لمظاهرات تخللتها مشادات عنيفة في بعض الاحيان بين المناهضين لتشرح بيير نكورونزيزا لعهدة ثالثة والشرطة وشبان من الحزب الحاكم اسفرت عن 20 قتيلا على الاقل. ويوم الخميس اجهضت محاولة انقلاب قام بها جنرالات في الجيش ضد الرئيس بيير نكورونزيزا الذي كان خارج البلاد بعد اشتباكات بالاسلحة الثقيلة بين قوات موالية للرئيس واخرى مناوئة. ولازالت المعارضة والمجتمع المدني في بوروندي ومنذ عدة اسابيع تمارس ضغوطا على السلطة من اجل ارجاء تنظيم الانتخابات التشريعية والبلدية المقررة في 26 مايو الجاري بسبب المظاهرات التي اندلعت في البلاد احتجاجا على ترشح الرئيس الحالي وبسبب محاولة الانقلاب الفاشلة التى جرت يوم الاربعاء الماضي. الا ان السلطة واللجنة العليا للانتخابات أثارتا اعتراضا على عدم اجراء هذه الانتخابات فى موعدها . - الرئيس نكونزيزا يقيل 3 وزراء على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة وقع الرئيس البوروندي امس مرسوما بتعيين ثلاثة وزراء جدد في حكومته تضمن ثلاثة تعيينات على رأس وزارات من بينها حقائب سيادية . ووفقا للممرسوم تم تعيين الاين ايمي نياميتوي في منصب وزير العلاقات الخارجية والتعاون الدولي بدلا من لوران كافاكوري كما تم تعيين إيمانويل ناتاهومفوكي مدني وزيرا جديدا للدفاع الوطني والمحاربين القدامى بدلا من الميجور جنرال بونتين جاسيوبوينجي. كما تم تعيين ايرينا اينانتوري وزيرة للتجارة والصناعة والسياحة بدلا من ماري روز نيزيجيمانا. ويأتي هذا التعديل الوزاري في أعقاب فشل محاولة انقلاب ضد الرئيس في 13 مايو الجاري أثناء وجوده في دار السلام لحضور قمة اقليمية حول بوروندي. - مخاوف من هجمات ارهابية ل"حركة الشباب" الصومالية في ظل استمرارالمظاهرات فقد حذر وزير الشؤون الداخلية البوروندي إدوارد إندويمانا من احتمال تنفيذ حركة الشباب الصومالية المتمردة لهجمات في بوروندي التي تشارك في مهمة الاتحاد الافريقي في الصومال وحث على تعليق المظاهرات التي قال انها ستجعل من الصعب التفريق بين مسلحي الحركة والمتظاهرين . وكان رئيس بوروندي قال اول امس الاحد ان قوات دفاع وأمن بوروندي في حالة يقظة ضد أي هجمات محتملة من جانب مسلحي حركة الشباب الذين وجهوا مؤخرا تهديدا بمهاجمة البلاد . يشار الى ان تهديد حركة الشباب جاء مع استمرار الاحتجاجات 3 أسابيع ضد سعي انكورونزيزا لخوض الانتخابات من أجل فترة رئاسة ثالثة. وفي اطار الجهود الدولية والاقليمية الرامية الى المساهمة في ايجاد حل للازمة ببوروندي التقى المبعوث الخاص للأمم المتحدة لمنطقة البحيرات الكبرى سعيد جنيت أمس الاثنين بالعاصمة البوروندية مع رئيس اللجنة الانتخابية كما واصل مشاوراته مع الاحزاب السياسية والمجتمع المدني والمجموعة الدبلوماسية والمسؤولين الحكوميين الى جانب الهيئات الدينية البوروندية . وتهدف تحركات المبعوث الاممي الى استئناف الحوار الوطني خلال الايام القادمة بين جميع البوروندينيين من اجل خلق ظروف مواتية لاجراء انتخابات سلمية حرة ونزيهة. من جهتها دعت رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي نكوسازانا دلاميني زوما امس اطراف الازمة ببوروندي الى تحقيق المصاحلة الوطنية بجعل مصلحة بلدهم وشعبها فوق كل الاعتبارات و التحلي بروح المسؤولية العالية من ان تجنيب بلادهم خطر اللاستقرار و الخلاف و العنف. وادانت زوما محاولة الانقلاب ببوروندي واكدت ان "الحوار الجدي حول مجموع تحديات الساعة هو وحده الذي سيمكن من الحفاظ على المكتسبات الهامة المسجلة منذ التوقيع عام 2000 على اتفاق اروشا للسلام و المصالحة في بوروندي و تعميق الديمقراطية و دولة القانون و خلق الظروف الملائمة لتنظيم انتخابات هادئة وحرة و صحيحة و شفافة و ذات مصداقية وشاملة". الى ذلك قررت دول منطقة البحيرات الكبرى خلال قمة استثنائية امس الاثنين في انغولا ارسال بعثة من رؤساء دول وحكومات المنظمة الى بوجمبورا في اسرع وقت ممكن لتقييم الوضع و المساهمة في ايجا حل سلمي للازمة" على ان تقوم كل من جنوب افريقيا و كينيا و اوغندا و تنزانيا بتشكيل هذا الوفد. وشددت على ضرورة الخروج من الازمة من اجل تمكين عشرات الالاف من اللاجئين الذين فروا الى الدول المجاورة من العودة الى بلادهم . وقد لجأ اكثر من 100 الف مواطن بوروندي في الاسابيع الاخيرة الى الدول المجاورة خاصة رواندا و تنزانيا و جمهورية الكونغو الديمقراطية حسب المحافظة السامية للاجئين التابعة للامم المتحدة.