يثير الإضراب الذي يشنه منذ يوم الاثنين عمال شركة استغلال ترامواي قسنطينة (سيترام) في يومه الثاني مشاعر الاستياء التي يعقبها الرضوخ و الاستسلام للأمر الواقع. وأعرب عشرات القسنطينيين الذين التقت بهم وأج يوم الثلاثاء و هم بصدد الانتظار أمام محطة الترامواي بن عبد المالك رمضان تحت أشعة شمس حارقة قدوم إحدى العربات بأن الحد الأدنى من الخدمة الذي تضمنه 4 عربات "لا يكفي لتلبية الطلب في هذه الأيام الأخيرة من رمضان". ويسجل فارق زمني كبير في مرور العربات مما يتسبب في غضب مستعملي الترامواي الذين يضطر البعض بغية التفرغ لانشغالاتهم التي لا يمكنهم تأجيلها للجوء لسيارات الأجرة أو حتى الطاكسي غير الشرعي (كلونديستان) كيفما كانت التسعيرة. وقال أحد الأشخاص الذي تحصل بصعوبة على عطلة لمدة يومين لجمع الوثائق اللازمة لتحضير ملف جواز السفر "إن هذا الإضراب ليس في وقته تماما". في حين يضطر " الأشخاص ذوي الدخل المحدود" للانتظار و تحمل بروية خصوصية الموقف من أجل عدم زيادة ارتباكهم إذ توضح ياسمين الشابة التي تقطن بوسط المدينة و التي تعمل بمؤسسة صيدلانية تقع بحي زواغي سليمان "ليس لدي خيار يتعين علي التكيف مع هذا الوضع في انتظار الفرج". على كل حال تسبب هذا الإضراب الذي شرع فيه في أوج شهر رمضان و في فترة الحر الشديد في إزعاج الركاب الذين اشتكوا من "لامبالاة" عمال سيترام. كما تفاجأ عديد أرباب الأسر الذين كانوا يعتمدون هذه الوسيلة للتنقل و القيام بمقتنياتهم تحسبا لعيد الفطر بالإعلان عن هذا الإضراب و هو الشعور الذي لخصه عادل و هو أب ل3 أطفال يعمل حارسا ليليا بمؤسسة عمومية: "إن الترامواي هو الشيء الوحيد الرحيم في خضم النفقات التي تنتظرنا". في العادة يضمن ترامواي قسنطينة الذي يربط محطة بن عبد المالك رمضان (وسط المدينة) بحي زواغي سليمان على مسافة أكثر من 8 كلم التنقل لحوالي 2000 راكب يوميا. ويطالب العمال المضربون (سائقون مراقبون موظفة الشباك) ب"وضع اتفاقية جماعية للمؤسسة و تحسين ظروف العمل".