يتم التركيز بولاية ورقلة خلال السنتين الأخيرتين على إيجاد الآليات "الكفيلة" من أجل ترقية السياحة بالمنطقة وتنشيطها بما يسمح باستقطاب أكبر عدد ممكن من السياح الوطنيين والأجانب حسبما علم من مسؤولي القطاع. وتبذل جهود "حثيثة" في الميدان لتدارك العجز المسجل خاصة فيما تعلق بقدرات الإيواء والاستقبال وتوفير ظروف تكفل "أفضل" بوفود السياح وتهيئة جميع الإمكانيات اللازمة والضرورية لاستقبالهم في أحسن الظروف كما أشار إليه مدير السياحة عبد الله بلعيد. وبالرغم من توفر هذه الولاية على إمكانيات وقدرات سياحية "هائلة" تتنوع بين السياحة الدينية وسياحة الأعمال ما تمكنها من جعل الجزائر وجهة للسياحة الصحراوية من "الدرجة الأولى'' والإسهام في تنويع الموارد المالية إلا أنها "لا تزال لا تستجيب للطلب" بسبب نقص منشات الإيواء وضعف تنافسية القطاع ونوعية الخدمات. سنة 2016.. موعد للقضاء على العجز المسجل في قدرات إيواء السياح تتوفر ولاية ورقلة حاليا على 27 مؤسسة فندقية موزعة عبر كل من دوائر ورقلة وحاسي مسعود وتقرت مصنفة بين 3 نجوم ونجمة واحدة وبدون نجمة بطاقة إجمالية تقدر ب 1.500 سرير حسبما أشار إليه مسؤولو القطاع. وبالنظر للمكانة التي أصبحت تحتلها السياحة الصحراوية التي أضحت مطلب الكثير من السياح فان مجموع هياكل الإيواء والاستقبال المتوفرة تبقى "غير كافية" مقارنة بأعداد السياح الوافدين إلى الصحراء الجزائرية. ومن المرتقب أن يتم تدارك العجز المسجل بالنسبة لقدرات الاستقبال والمقدر حاليا ب 1000 سرير في غضون السنة المقبلة حسبما أكده لوأج السيد بلعيد. ولتحقيق هذا الهدف تجري حاليا وبنسب تقدم "متفاوتة" أشغال انجاز 3 فنادق بكل من منطقة التجهيزات العمومية ووسط المدينة بطاقة استيعاب لا تقل على 100 سرير للواحد سيتم استلامها خلال نفس الفترة. كما سيسمح في غضون شهر سبتمبر الجاري استلام أشغال تهيئة وترميم و كذا توسيع فندق "المهري" وهو أحد أكبر المؤسسات الفندقية التابعة للقطاع العام بالجنوب التي تتوفر عليها ولاية ورقلة من الرفع من طاقة استيعابه من 50 إلى 81 غرفة. أزيد من 31 ألف سائح زاروا ورقلة خلال السداسي الاول تعكس الأعداد الكبيرة للسياح الوافدين على منطقة ورقلة الأهمية التي تلعبها السياحة الصحراوية في تطوير و ترقية الاقتصاد الوطني و تفعيله وجعله من بين القطاعات التي تراهن عليها الدولة ل"تحريره" من قطاع المحروقات. فقد فاق عدد السياح الذين زاروا المنطقة في الفترة الممتدة من يناير الى غاية نهاية مايو من السنة الجارية 31.642 زائر بين سياح جزائريين وأجانب يمثلون جنسيات متعددة من بينهم 1.016 سائح أجنبي قضوا بها جميعهم ما لا يقل عن 50 ألف ليلة. وأشار السيد بلعيد الى أن السياح الذين زاروا المنطقة خلال هذه الفترة حاملون لجنسيات متعددة في مقدمتها الجنسيات الأسيوية ثم الأوربية فالجنسيات الإفريقية منهم وفد يضم 23 سائحا برتغاليا و7 ايطاليين قاموا بجولة لعدد من المعالم السياحية والتاريخية المعروفة بالمنطقة دامت يوما واحدا واشرف عليها الديوان الوطني للسياحة. سياحة الأعمال والسياحة الدينية تستقطب سنويا أزيد من 8 آلاف شخص تستقطب سياحة الأعمال التي تمتاز بها منطقة حاسي مسعود سنويا ما لا يقل عن 4 آلاف سائح أجنبي ووطني فيما يفوق عدد السياح الوافدين إلى المنطقة من أجل السياحة الدينية التي تستهدف خاصة عددا من الزوايا المنتشرة بالمنطقة على غرار الزاوية التيجانية ببلدية تماسين هذا العدد بكثير . ويعكس هذا الإقبال الانتعاش في الحركية السياحية داخل الولاية على مدار السنة ما يمكن إذا ما تم استغلالها جيدا في استحداث فرص عمل جديدة وبالتالي المساهمة في القضاء على مشكل البطالة فضلا عن إقحام قطاع الصناعات التقليدية والحرف وتحريك عجلته كما أشار إليه مدير السياحة. وسمحت مختلف التسهيلات الممنوحة لفائدة المستثمرين في هذا المجال سواء الإدارية أو مع البنوك وكذا التسريع في دراسة الملفات على المستوى المحلي بدل المركزية من الموافقة على 20 طلب إنشاء مشروع سياحي بمناطق متفرقة من الولاية في انتظار الانطلاق الفعلي في تجسيدها "قريبا" يضيف مدير السياحة. وتتوزع هذه المشاريع السياحية الجديدة التي استفاد أصحاب العديد منها على رخص البناء على نزل طريق وفندق وكذا مركبات سياحية وذلك عبر كل من دوائر ورقلة وتقرت وأنقوسه حسبما أكده السيد بلعيد. وحدد في هذا الإطار السداسي الثاني من السنة الجارية كآخر أجل للانطلاق في تجسيد هذه المشاريع السياحية التي ستسمح بعد استلامها بتلبية الطلب المسجل في هذا المجال ودعم طاقة الاستقبال المتوفرة حاليا بالولاية والمقدرة ب 1500 سرير. وتضاف هذه المشاريع الجديدة إلى 11 مشروعا سياحيا مماثلا تجري الأشغال بها بالولاية بنسب تقدم في الانجاز تتراوح ما بين 20 و90 بالمائة حسبما أشار إليه نفس المسؤول. كما سيكون لاستلام مشروع القرية السياحية الذي استفادت منه الولاية بمنطقة بور الهايشة (10 كم شمال ورقلة) المقرر في سبتمبر المقبل الدور في استقطاب أكبر عدد ممكن من السياح في أحسن الظروف وتنشيط وترقية السياحة الصحراوية بالمنطقة. ويتوفر هذا المشروع السياحي "الأول من نوعه" على مستوى الولاية والتابع لأحد المستثمرين الخواص والممتد على مساحة 9 هكتار على 30 غرفة جبلية و40 بنغالو وبحيرة للمائيات وعديد المرافق الأخرى. إنشاء مدرسة جهوية للسياحة الصحراوية ... أمل لترقية هذا النوع من النشاط و يعد مشروع انجاز مدرسة جهوية للسياحة الصحراوية بورقلة من بين أهم المشاريع التي يعول عليها القطاع من أجل ترقية هذا النوع من النشاط وتطويره وجعله يتماشى مع المؤهلات والإمكانيات الطبيعية والبشرية التي تتوفر عليها هذه الولاية الصحراوية حسبما أكده السيد بلعيد. ويشكل هذا المشروع فرصة "هامة" وواحدا من المتطلبات التي تمكن مستقبلا من تغطية النقص المسجل في هذا النوع من النشاطات إذ يسمح بتوفير يد عاملة "مؤهلة" يكون بإمكانها إعطاء دفع جديد وحركية أكبر للسياحة الصحراوية بالمنطقة. وبالرغم من أن هذا المشروع أجل لمرات عديدة لأسباب مختلفة إلا أنه بقي أملا بالنسبة للقائمين على هذا القطاع لما يلعبه عامل التكوين في ترقية وتطوير السياحة الصحراوية وجعلها عاملا لترقية الاقتصاد الوطني .