سجل المنتخب الجزائري لكرة القدم عودته الى ملعب 5 جويلية 1962 بالعاصمة بعد غياب دام منذ نوفمبر 2012, غير أن رجوعه جاء متوسطا لاسيما اثر الهزيمة الاولى في اللقاء الودي أمام غينيا (2-1) يوم الجمعة الماضي, والفوز الصعب على السينغال (1-0) امس الثلاثاء, ضمن التحضيرات للتصفيات المؤهلة الى مونديال 2018 بروسيا. ورغم طابعهما الودي إلا ان الناخب الوطني, كريستيان غوركوف, اعتبر ان الخطأ ممنوع في هاذين اللقاءين الوديين. وعاش المنتخب الوطني سهرتين صعبتين, كيف لا وأن الجماهير صبت جام غضبها على أداء زملاء القائد سفيان فغولي, بالاضافة الى استيائهم من التقني الفرنسي مطالبين باقالته وعودة الفرانكو بوسني وحيد خليلوزيتش الذي درب الخضر ما بين 2011 و 2014, والذي كان "مهندس" التأهل التاريخي الى الدور ثمن النهائي لمونديال 2014 بالبرازيل. ولم يسجل المنتخب العودة الموفقة الى هذا الملعب الكبير والذي تحولت جماهيره الى "قضاة" يحكمون على اداء الخضر في كل مواجهة. وهو ما حدث فعلا خلال اللقاء الودي الاول امام غينيا اين سجل الفريق الوطني تعثرا لم يكن مسموحا لدى الجمهور الحاضر (هزيمة 2-1). اضافة الى عدم اقتناعهم بالاداء المقدم في الشوط الاول امام السينغال دون تسجيل اهداف, ولا حتى لقطة خطيرة على مرمى "الأسود". كما سبق للانصار الجزائريين وان استاؤوا للمردود المقدم في اللقاء امام ليزوتو (فوز 3-1) شهر سبتمبر الفارط ضمن التصفيات المؤهلة الى كأس افريقيا-2017. لتشكل هاتين المواجهتين الوديتين امام غينيا والسينغال "القطرة التي افاضت كأس الغضب". عودة محتملة الى تشاكر وضاعفت الهزيمة الاولى امام غينيا بهدفين لهدف واحد من الضغط المفروض على المنتخب الذي كان مطالبا بردة فعل قوية امام السينغال. ولم يتمكن الخضر في فك "الطلاسم" التي جعلتهم عاجزين على التهديف, الى غاية العشر دقائق الاخيرة حيث صنع ياسين براهيمي الفارق مسجلا هدف الفوز. غير ان هذا الانتصار لم يقنع الانصار الحاضرين والذين واجهوا اللاعبين بالتصفير والاستهجان على الاداء والخطة المنتهجة من طرف الناخب غوركوف. ومن المحتمل ان تدفع هذه الضغوطات مسؤولي الاتحادية الجزائرية الى التفكير في العودة الى الاستقبال بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة, خاصة وأن اللقاء الحاسم أمام تنزانيا لم يبق له سوى شهر فقط, ضمن تصفيات مونديال 2018 بروسيا. مصطفى تشاكر هو الملعب الذي ابتسم في عدة مواجهات مصيرية للخضر سيما التصفيات المؤهلة الى المونديالين السابقين 2010 و 2014, مما لا يدفع الى الشك أن العودة الى "حديقة" تشاكر قد تكون في المناسبات الرسمية والحاسمة المقبلة, وهو الميدان الذي يجد فيه الخضر أنفسهم أحسن من أي ميدان آخر. وستكون المواجهة المزدوجة امام تانزانيا (ذهابا و ايابا), ضمن تصفيات مونديال 2018, فاصلة بالنسبة للمدرب السابق لنادي لوريون والذي اعترف امس الثلاثاء امام رجال الاعلام انه في حال الاخفاق سيغادر العارضة الفنية. "ستكون مواجهة حاسمة, في افريقيا لا توجد لقاءات سهلة لكن حظوظنا كبيرة في التأهل, وابقى متفائلا. لكن في حال الاخفاق فسأغادر" حسب ما صرح به غوركوف في ندوة صحفية عقب مباراة السينغال.