استضاف اللقاء الأدبي الأسبوعي "موعد مع الرواية " يوم السبت بقصر الثقافة الروائي والشاعر الكردي العراقي برهان الشاوي للحديث عن تجربته المتميزة في المشهد الأدبي العربي. وكان اللقاء مع برهان الشاوي صاحب "المتاهات"- هو مشروع روائي ضخم أنجزت منه لحد الآن 6 روايات في انتظار ثلاثية أخرى- ثريا على أكثر من مستوى و ذلك بالنظر إلى تنوع المجالات الأدبية و الفنية لضيف هذا الشهر. فقد درس الروائي والسينمائي برهان الشاوي تقنيات الفن السابع بموسكو كما درس الأدب و النقد و عمل في الصحافة. و قد أكد الروائي العراقي الحاصل أيضا على دكتوراه في الإعلام خلال اللقاء الذي حضرته أسماء أدبية وجامعيون انطلاقا من تجربته في عالم السينما ان هناك حاليا "توجه الى كتابة جديدة في الرواية تستعمل تقنيات السيناريو" معتبرا ان هذا الأخير يعد "شكلا جديدا من الكتابة الأدبية فهو قصة سردية بأساليب و خطاب أخر". و أضاف بشان العلاقة بين الرواية و السيناريو أن هناك روايات كثيرة ينطبق عليها أسلوب السيناريو مستشهدا بأعمال بعض الأدباء على غرار نجيب محفوظ الذي اقتبست العديد من أعماله إلى السينما و أوضح ان" الرواية السينمائية تعتمد حضور آني للزمن". و ذكر أن الرواية حاليا تجلب إليها الكثير لأنها "الأقدر على استيعاب طموحات المبدع و تمنحه مساحة اكبر من الحرية " مما يفسر توجه الكثيرمن الشعراء إلى الرواية . و كانت هذه المناسبة أيضا فرصة للضيف للحديث عن واقع الرواية العربية وعن الرواية و التاريخ و هو موضوع طرح سابقا في فعاليات "موعد مع الرواية " . و قال الكاتب بهذا الشأن "ان الرواية في حد ذاتها تاريخ" و قد تنجح أكثر من الوثيقة في وصف الواقع بأسلوب انساني. و بخصوص الأعمال الجزائرية ذكرالمتحدث انه في الماضي كان للأعمال صدى كبيرا حيث كان الشباب الجامعي مطلعا على كتابات محمد ديب والطاهر وطار و كاتب ياسين وغيرهم مضيفا غير أن اليوم وبالرغم من زخم الإنتاج إلا أن هناك "نوع من القصور في الوصول إلى القارئ العربي". و بشان الجوائزعلى غرار البوكر والكاتارا التي ترشح الأعمال المشاركة فيها من قبل الناشرين يرى الكاتب - الذي صدرت له سبع مجموعات شعرية وأعمال رواية بدأها ب "الجحيم المقدس " التي صدرت في نهاية الثمانينات من القرن الماضي- أن في ذلك بعض "الإجحاف" إضافة إلى "بعض الملبسات والتي توجد حتى في الجوائزالعالمية مثل نوبل" . و قال الروائي برهان الشاوي الذي ولد بمدينة الكوت ويقيم حاليا بألمانيا عن مشروعه الأدبي الضخم أو- متاهاته- التي أنجز منها إلى حد الآن 6 روايات ( متاهة ادم و متاهة قابيل و متاهة حواء و متاهة الأشباح و متاهة إبليس و متاهة الأرواح المنسية ) أنها متواصلة حيث الرواية السابعة في طورالانجاز إلى جانب مشروعين أخري. و اعلن وزيرالثقافة عزالدين ميهوبي الذي حضرهذه الفعالية بالمناسبة عن تنظيم مسابقات جديدة في مجال الإبداع منها مسابقة حول"القصيدة المصورة "و هي تجربة جديدة ترافق فيها القصيدة بالصور والموسيقى و أيضا مسابقة خاصة بأفضل سيناريو مقتبس عن رواية جزائرية و ذلك لترسيخ تقاليد جديدة بين السينما و النص الأدبي الجزائري.