تعد زيادة الوعي في الجزائر حول أهمية الأنظمة البيئية الغابية التي تتعرض لتهديدات من قبل الإنسان و التغيرات المناخية أمرا أساسيا بالنظر إلى دورها في الحفاظ على الموارد المائية حسبما أكدته المديرية العامة للغابات بمناسبة اليوم العالمي للغابات الذي يصادف 21 مارس من كل سنة. و ترى المديرية العامة للغابات أنه من الضروري ايلاء أهمية بالغة و اهتمام خاص بالأنظمة البيئية الغابية بالنظر إلى دورها في التنوع البيئي كما تعد ضامنا للحفاظ على المياه و التربة و هي قطب لا يستهان به لتخزين الكربون و الحد من التغيرات المناخية. و يرمي إحياء اليوم العالمي للغابات الذي ينظم تحت محور "الغابة و الماء" و تحت شعار "لنعتني بالغابات لأن كل شجرة و كل قطرة ماء مهمة" إلى توسيع مجال التحسيس حول الأهمية الحيوية للغابات في التوازن البيئي في العالم و خاصة التزويد بالماء الشروب. و يعد التزويد بالماء و سقي الأراضي مرهونان بقدرات الغابات على تقديم خدمات ظبط و تطهير المياه لا سيما في السياق الحالي الذي يتميز بالتغيرات المناخية حسب المديرية العامة للغابات. و من العوامل التي تهدد الغابات و تعمل على تدهورها تغير استعمال الأتربة و تدهور و زوال السكنات الطبيعية و كذا الضغط البشري. و تضاف إلى العوامل المذكورة التغيرات المناخية و الظواهر القاسية مثل موجات الحر و الأمطار الطوفانية و فترات الجفاف الطويلة و القدرة على التكيف. و على هذا الأساس تشكل الحماية المتزايدة و التسيير الرشيد للأنظمة البيئية أمرا ضروريا بالنظر إلى الضغوط المتعددة و التطورات التي تخضع إليها هذه الأوساط الطبيعية. و بشمال الجزائر تمثل التشكيلات الغابية حوالي 4.115.908 هكتار أي أزيد من 11 بالمئة من المساحة الإجمالية بشمال البلد. و بهذه المناسبة تنظم وزارة الفلاحة و التنمية الريفية و الصيد البحري حفلا رسما بجيجل. و تنظم إدارة الغابات عدة نشاطات إذ يتعلق الأمر بعمليات تشجير رمزية و معارض و ندوات و موائد مستديرة حول أدوار و مزايا الغابات. و تشكل هذه النشاطات فرصا لتحسيس الرأي العام أكثر حول ضرورة الاعتناء بالغابات و أهمية إشراك الجميع في الحفاظ عليها.