تقترب أشغال انجاز ملعب كرة القدم (40 ألف مقعد) الذي يندرج ضمن مشروع المركب المتعدد الرياضات الجديد لبلقايد بشرق مدينة وهران من منعطفها الأخير على ضوء الانتهاء قريبا من تجسيد جميع هياكله الكبرى. وتقوم الشركة الصينية "أم سي سي" المكلفة بتجسيد هذا المشروع الهيكلي "الهام" الذي ينتظر أن يعزز إمكانيات عاصمة الغرب الجزائري التي تحضر نفسها لاحتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط لسنة 2021 بوضع آخر الروتوشات المتعلقة بالهياكل المغطية للمدرجات في الوقت الذي تم فيه تهيئة الأرضية التي ستستفيد قريبا من العشب الطبيعي وفق معايير دولية حديثة, مثلما أكده ل"وأج" القائمون على المشروع. فحسب المدير الولائي للتجهيزات العمومية مصطفى بانوح فإن نسبة تقدم أشغال ملعب كرة القدم تفوق 70 بالمائة في انتظار انجاز أعمال مكملة مثل عوشبة الأرضية ووضع مقاعد المدرجات الى جانب أشغال التهيئة الخاصة بالكهرباء والماء والتدفئة والتبريد وغيرها, مرتقبا استلام الملعب في "ديسمبر 2016" أي عند حدود الآجال المتفق عليها في إطار الصفقة. كما ينتظر في غضون الأيام القليلة المقبلة الانطلاق في انجاز أشغال تهيئة الفضاءات الخارجية للمعلب الذي يمثل الشطر الأول من مشروع المركب المتعدد الرياضات المتكون من منشآت تكميلية أخرى, يضيف نفس المسؤول الذي أشار الى أن ملعب الاسترجاع على غرار فضاءات أخرى تابعة لملعب كرة القدم (الشطر الأول) مثل ميدان ألعاب القوى تشهد هي الأخرى مستوى "متقدما" في أشغال انجازها. "ولإسراع وتيرة الانجاز سعيا لربح الوقت سيتم إدماج مؤسسات جزائرية في إطار المناولة مع المؤسسة الصينية ضمن عملية تهيئة وتزيين الفضاءات الخارجية للملعب", يضيف السيد بانوح لافتا الى أن عملية تهيئة حدائق ومساحات خضراء ستضفي جمالية على هذه المنشأة التي تزخر بدورها بطابع هندسي فني متميز يتماشى وآفاق العصرنة العمرانية لوهران التي تخطو خطوات مسار كبريات حواضر البحر الأبيض المتوسط. وفي ذات الصدد كشف المتحدث عن اختيار مؤخرا للشركة الصينية المختصة في وضع مقاعد المدرجات مشيرا الى أنه تم تشكيل لجنة محلية تقنية لمعاينة وفحص نوعية هذه المقاعد والتي ستجلب الشركة نماذج منها خلال الأيام القادمة. أما بالنسبة للعشب الطبيعي لأرضية ملعب كرة القدم, فيقوم مخبر دولي مختص بإجراء التحاليل البيولوجية للعملية حسب ما أكده نفس المسؤول مبرزا أن ولاية وهران قد اشترطت توفير جميع الضمانات لوضع عشب طبيعي ذي نوعية دولية "رفيعة". ومن جانبه أشار مدير الشباب والرياضة لوهران, بدر الدين غربي الى تنفيذ إجراءات تجهيز الملعب المذكور لكرة القدم وفق وتيرة "حسنة" على غرار القاعات الشرفية وكذا تلك المتصلة بنشاط وسائل الإعلام الى جانب الشاشتين العملاقتين بتكنولوجيا رقمية رفيعة وكذا عتاد الانترنت وغيرها. ولفت أيضا الى أن مصالحه تسهر على المرافقة المستمرة لعملية انجاز المشروع لا سيما من الجانب التقني بهدف ضمان البعد النوعي في الانجاز "على اعتبار أن قطاع الشباب والرياضة هو الذي سيستغل هذه المنشأة لذا نحن حريصون على أن ينجز المشروع وفق المعايير الدولية المعتمدة في تجسيد الملاعب الكبرى". قرية أولمبية سترى النور ومن جهة أخرى وبالنسبة للهياكل التكميلية للمركب المتعدد الرياضات (الشطر الثاني من المشروع) توقع السيد غربي انطلاق أشغال انجازها مع بداية شهر يوليو القادم مشيرا الى أن الدراسات التقنية الخاصة بها قد شرع في إعدادها. كما أعرب عن ارتياحه من حيث تجسيد المشروع ككل الذي ينجز بشطريه على مساحة إجمالية تقدر بنحو 106 هكتار مبرزا أن "استمرار العملية بنفس الديناميكية ستجعلنا نستلم المركب الرياضي قبل موعد التظاهرة المتوسطية التي ستحتضنها وهران في 2021 بوقت كبير". ويضم الشطر الثاني من المركب مركزا للألعاب المائية متشكل من مسبح أولمبي مغطى بطول 50 مترا وآخر غير أولمبي ليس مغطى وبنفس المسافة علاوة على حوض المبتدئين طوله 25 مترا وحفرة الغوص. كما يشمل أيضا على قاعة متعددة الرياضات بسعة 6 آلاف مقعد ومرافق رياضية ملحقة لمختلف التخصصات الى جانب قاعة مضمار للدراجات بطاقة استيعاب تقدر بنحو 3 آلاف مقعد ونادي التنس متشكل من عدة ميادين لكرة المضرب إضافة الى ملاعب في الهواء الطلق وفضاءات الاسترجاع وكذا موقف للسيارات يتسع لنحو 2.600 سيارة يرتقب أن يطور ليتسع الى عدد أكبر حسب الشروحات المقدمة على مستوى ورشة المشروع. يذكر أن هذا المركب الذي يعول عليه أن يكون قطبا رياضيا "مرجعيا" لا سيما من حيث النوعية في الانجاز وكذا التوفر على فضاءات مواتية لمختلف التظاهرات الرياضية الدولية وفي شتى التخصصات قد رصد له غلاف مالي يزيد عن 21 مليار دج. كما برمج في موقع قريب من المركب مشروع انجاز قرية أولمبية متوسطية يتواجد قيد الدراسة حيث من شأنه تزويد ولاية وهران بفضاء لإيواء الرياضيين المحترفين من خلال وسط يجمع ما بين الاحتراف الرياضي والسياحة والترفيه والاسترخاء.