توالت ردود الفعل الدولية المنددة بالتفجيرات التي استهدفت يوم الثلاثاء العاصمة البلجيكية بروكسل, والتي دعت في مجملها إلى مواجهة آفة الإرهاب التي تهدد المجتمع الدولي بأسره, بينما يستعد الإتحاد الأوروبي لعقد إجتماع وزاري غدا الخميس لمناقشة تأثير هذه الآفة على الدول الأوروبية. وكان رئيس وزراء بلجيكا شارل ميشيل قد أعلن أمس حالة الحداد الوطني في مختلف أنحاء البلاد على ضحايا العمليات الإرهابية التي استهدفت مطار بروكسل الدولي ومحطة مترو الأنفاق بالمدينة و التي خلفت 34 قتيلا فيما أصيب أكثر من 200 آخرين بجروح بعضها بالغ الخطورة وفقا لما أكده مكتب الادعاء العام البلجيكي. ووصف رئيس الوزراء هذه الإعتداءات الإرهابية بأنها " أكثر الحوادث المأساوية التي شهدتها بلجيكا في وقت السلم". وكان قد أعلن أنه جرى نشر تعزيزات عسكرية كما تجري عمليات تدقيق على حدود بلاده. وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الإرهابي مسؤوليته عن هذه الهجمات ما جعل بلجيكا ودول أوروبية أخرى في حالة تأهب قصوى. التشديد على ضرورة تعزيز الجهود الدولية لمواجهة الإرهاب وأسبابه وإثر الهجمات الإرهابية التي هزت العاصمة البلجيكية أجمعت ردود الفعل الدولية على ضرورة تعزيز الجهود الدولية المنسقة لمواجهة الإرهاب وأسبابه الأساسية. وفي هذا الإطار أعرب رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة عن عميق تأثره واستنكاره إثر الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت العاصمة البلجيكية بروكسل. وجاء في برقية بعث بها رئيس الجمهورية إلى ملك بلجيكا, فيليب: "إن هذه الجريمة النكراء التي مست بقساوتها التي لا توصف قداسة الروح البشرية من حيث هي مبدأ من مبادئ البشرية جمعاء, لن تزيد قناعتنا بضرورة إيجاد جواب شامل للإرهاب الهمجي الذي يتهدد سائر المجموعة الدولية, إلا قوة". وأدانت بدورها المستشارة الألمانية انجيلا ميركل التفجيرات الإرهابية وقالت أن "هذا العمل يدل على أن الإرهاب متواجد وقريب ولابد من مواجهته" مشددة على ضرورة القبض ومعاقبة الجناة. وذكرت أن "الإرهاب والقتل يهدد أمن المدنيين وأمن أوروبا ويهدد الحريات والديمقراطية ونحن سوف نتضامن مع كافة أصدقائنا في الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب". من جهتها أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنه حان الوقت لتوحيد جهود المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب الدولي وتشكيل جبهة موحدة لمواجهة هذا الشر. ودعت الدبلوماسية الروسية إلى التخلي عن السياسة الضارة المتعلقة باستخدام المعايير المزدوجة عندما يتم تقسيم الإرهابيين إلى "أخيار وأشرار", مشيرة إلى أنه لا يوجد في أي بقعة من العالم إرهابيين أخيار, قائلة "من المهم أن نتذكر ذلك وأن نضع نصب أعيننا هدف إلحاق الهزيمة بالإرهاب الدولي". فيما أدان الرئيس الصيني شي جين بينغ بشدة سلسلة الهجمات وقال أن "الإرهاب عدو مشترك للبشرية وتهديد مشترك يواجه المجتمع الدولي" مؤكدا أن الصين تعارض جميع أشكال الإرهاب ومستعدة لحماية السلام والاستقرار في الصينوبلجيكا والعالم ككل. وفي تعليقه على الهجمات الإرهابية الدامية ببروكسل قال رئيس الوزراء الاسترالي مالكولم ترنبول بدوره أن أوروبا "سمحت بإفلات الأمن منها" مشككا باتفاق شينغن والتنقل الحر غداة اعتداءات بروكسل. وأضاف أن منطقة شينغن للتنقل الحر التي تضم 26 بلدا بينها 22 من أعضاء الاتحاد الأوروبي تعني أن "الناس يمكنهم التنقل بحرية في أوروبا مما يطرح تحديات في مجال الأمن إلى جانب الحدود الخارجية الهشة جدا كما رأينا في أمثلة عديدة". كما أدانت وزارة الخارجية السورية التفجيرات مشيرة أنها "نتيجة السياسات الخاطئة للاتحاد الأوروبي". وقال مصدر رسمي في الخارجية السورية أن "هذه التفجيرات التي وقعت في بروكسل وقبلها في باريس وأماكن أخرى من العالم تؤكد من جديد أن الإرهاب لا حدود له كما أن هذه الاعتداءات هي نتيجة حتمية للسياسات الخاطئة وتمويل الإرهاب لتحقيق أجندات معينة ". اجتماع مرتقب للاتحاد الأوروبي بشأن هجمات بروكسل غدا الخميس ولمناقشة الإعتداءات الإرهابية ببروكسل تستعد الرئاسة الهولندية للاتحاد الأوروبي لتنظيم اجتماع وزاري للاتحاد غدا الخميس حسبما أكد وزير الأمن والعدالة الهولندي أرد فان دير ستيور. وقال الوزير الهولندي أنه " تلبية لطلب من بلجيكا ستنظم الرئاسة الهولندية اجتماعا وزاريا لبحث الهجمات في بروكسل قد يعقد صباح الخميس". للإشارة فإن هولندا تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في النصف الأول من عام 2016. وكان رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي أكد في مؤتمر صحفي بعد اجتماع لمجلس الوزراء إن هولندا تتواصل بشكل وثيق مع ألمانياوبلجيكا وفرنسا في حال تطلب الأمر تنفيذ إجراءات إضافية مضيفا "باعتبارنا الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي نبقى على اتصال وثيق مع مندوبينا الدائمين في بروكسل".