قرّر وزراء الداخلية والعدل الأوروبيين عقد قمة أمنية الجمعة القادم ببروكسل إثر التفجيرات الدامية التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس وأودت بحياة 128 قتيلا و352 جريحا لبحث سبل مواجهة الجماعات الإرهابية المسلحة. وأوضح "اتيان شنايدر" نائب رئيس وزراء لوكسمبورغ وزير الأمن الداخلي في بيان رسمي، أن عقد المجلس الأوروبي ببروكسل يهدف إلى تشديد الرد الأوروبي وضمان متابعة التدابير المقررة وتطبيقها. وقال شنايدر أنه "في مواجهة الوحشية وفي مواجهة الإرهاب تقف أوروبا موحّدة إلى جانب فرنسا"، مشيرا إلى أن قرار الدعوة إلى الإجتماع أُتخذ بالإتفاق مع السلطات الفرنسية. من جهته، أفاد برنار كازنوف وزير الداخلية الفرنسي أن "المعركة ضد الإرهاب يجب أن تتعزّز على جميع المستويات وخصوصا على المستويين الأوروبي والدولي". وأوضح الوزير الفرنسي، أن " الإجتماع يجب أن يسمح بالتطرّق بشكل ملموس وعملي قدر المستطاع إلى عدّة مواضيع صنفت ذات أولوية منذ اعتداءات "شارلي ايبدو" في فرنسا"، مشدّدا على ضرورة تسريع الجدول الزمني للتفاوض والتطبيق. كما طالب الوزير بسجل لزائري أوروبا، مضيفا "إزاء مستوى التهديد الذي يحدق بالإتحاد الأوروبي وبدوله الأعضاء ومواطنيه، على أوروبا إنشاء سجل أوروبي لركاب الرحلات الجوية يكون مجديا وإقرار تشريعات متينة وفعّالة حول ضبط الأسلحة النارية". ودعا برنار كازنوف دول الإتحاد الأوروبي إلى تعزيز آلية تبادل المعلومات وتطبيق إجراءات مراقبة منهجية ومنسقة على الحدود الخارجية للإتحاد، من خلال مراجعة محددة الأهداف لقانون شينغن للحدود وتحقيق تقدم ملموس حول جميع المواضيع المقترحة بأسرع ما يمكن، حسب ذات المتحدث.
الشرطة البلجيكية تحجز سيارتين مستعملتين في الهجومات
عثرت أمس مصالح الأمن البلجيكية على سيارتين استخدمها منفذو هجمات باريس، على حدّ ما كشفت عنه النيابة العامة ببلجيكا، وأضافت الأخيرة أن فرنسيين اثنين من بين منفذي الاعتداءات كانا يقيمان في بروكسل أحدهما في حي مولنبيك وقتلا في موقع الهجمات. في ذات السياق، ألقت الشرطة البلجيكية القبض على خمسة أشخاص أول أمس في بلدة مولنبيك في منطقة ببروكسل على ارتباط بإعتداءات باريس، فيما حث رئيس الوزراء البلجيكي مواطنيه على عدم السفر لباريس إلا للضرورة ملحة. من جهتها، عثرت الشرطة الفرنسية داخل سيارة سوداء اللون في ضاحية مونتروي على رشاشات كلاشنكوف إستخدمت في الإعتداءات، فيما أفاد شهود عيان أن سيارة استخدمها المهاجمون في ثلاثة من مواقع الإعتداءات ضد حانات ومطاعم ليلة الجمعة شرق باريس. وأفادت مصادر في الشرطة الفرنسية لوسائل إعلام فرنسية، أنه تم العثور ليلة أول أمس على السيارة في حي هادئ في مونتروي بالضاحية الشرقية للعاصمة باريس، كما عثر على سيارة أخرى من نوع بولو مسجلة في بلجيكا أيضا بالقرب من قاعة باتاكلان، تبين أنها استأجرت من قبل فرنسي مقيم في بلجيكا. وفي الشأن ذاته، أوضح شارل ميشيل رئيس الوزراء البلجيكي أنه "يُعتقد أن شخصا واحدا على الأقل من هؤلاء المعتقلين في قلب حي مولنبيك كان قد أمضى مساء الجمعة الفارط ليلة الهجومات"، مضيفا أنه جرى التحفّظ على سيارتين مسجلتين في بلجيكا على مقربة من بعض الأماكن التي شهدت عنفا بما فيها قاعة باتاكلان. وهو ما تطابق مع تصريحات المدعي العام الفرنسي الذي ذكر أن سيارة استأجرها فرنسي مقيم في بروكسل لها علاقة بهجمات باريس، وتم توقيفها في وقت مبكر من صبيحة أول أمس على الحدود مع بلجيكا، حيث قام على إثرها المدعي العام البلجيكي بفتح تحقيق يتعلق بمكافحة الإرهاب وإعتقال عدد من المشبه بهم، فيما تزال التحقيقات متواصلة من الجانب البلجيكي.